التطبيعية.. الى أين؟!

الرياضة 2020/10/09
...

د. حســين الربيعي
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الجمعة 2 تشرين الأول 2020 تمديد عمل اللجنة التطبيعية لاتحاد الكرة العراقي لـ 9 أشهر إضافية، قبيل يوم واحد من انتهاء مدة عملها المحددة بـ 6 اشهر، هذا التمديد كان متوقعاً حتى قبل بدء أعمال التطبيعية لأن واجباتها لم تكن محددة بالشكل الذي ينهي عملها بنجاح تام، وعندما أدرك الفيفا هذه الحقيقة لم يتوان في الخروج عن المألوف بمنح مدة إضافية أطول من الأولى، إذ عادة ما يمنح نصفها اي 3 اشهر او مثلها في بعض الحالات الحرجة، لكن قرار الفيفا جاء في ضوء الظروف المعقدة التي تعيشها كرة القدم في العراق وتأثيرات جائحة كورونا في العالم أجمع.
وعندما كان التمديد متوقعا لدرجة اكيدة، فهو لا يشكل حدثاً مهماً، والأهم منه هو ماذا ستفعل اللجنة التطبيعية خلال هذه المدة الإضافية!؟ .
نعتقد ان التطبيعية عليها ان ترسم خارطة طريق بخطوات محددة وواضحة، وبتوقيتات دقيقة، بالتشاور مع مختلف أطراف الهيئة العامة، وبالاتفاق مع الاتحادين الآسيوي والدولي، والإعلان عنها وعن الموافقات الاصولية للأطراف المتشاورة والشريكة بهذه الخارطة ليعرف ويتحمل كل طرف مسؤوليته الأخلاقية تجاه اي تأخير او مماطلة مستقبلية، لان هذا هو مطلب الجماهير والاعلام الرياضي وكل المهتمين بشؤون كرة القدم في العراق.
وعندما يطالب الإعلام وأعضاء الهيئة العامة بخارطة طريق واضحة من خطوات تنتهي بالانتخابات، وتوقيتات كل خطوة، فأن التطبيعية لابد لها من ان تعلن عن مسودة اولية لخارطة طريقها، وبالسرعة الممكنة، لتتلقى آراء الأطراف المعنية، ليتم تشذيبها للأفضل وإرسالها للاتحادين الآسيوي والدولي للتنقيح –ان تطلب الأمر- والإقرار والإعلان عنها بشكل رسمي من قبل كل الأطراف، حتى لا نبقى ندور في فلك المجهول والاتهامات المتبادلة.
وخارطة الطريق لا تعني تسيير الأعمال اليومية للاتحاد ولا الالتزامات بالمسابقات المحلية والخارجية، بل فقط عقد مؤتمر هيئة عامة استثنائي للتصويت على النظام الاساسي الجديد، وإجراء انتخابات الاتحادات الفرعية ومن ثم مؤتمر انتخابات الاتحاد العراقي (الأم).
بمعنى اخر، يجب على جميع الأطراف (الهيئة العامة والتطبيعية والاتحادين الاسيوي والدولي) ان يتعاونوا بشفافية ووضوح لأن النجاح في هذه المهمة مطلب جماهيري، ولا يمكن للجمهور الواعي والإعلام الرياضي ان يتحمل المخاطر بانتظار النتائج، المطلوب هو ان يعرف الجميع بخطوات الطريق وتوقيتاتها للوصول الى الاهداف المرجوة عند نهاية التمديد في 30 حزيران 2021، ليتحمل كل طرف مسؤولياته بالنجاح أو بالفشل، وستكون النتائج مؤشرا لتقييم قدرات العاملين في هذا المنعطف التاريخي لكرة القدم العراقية.