لتكن دورة الاصلاح والتغيير

الرياضة 2020/10/12
...

خالد جاسم
*أخيرا.. وبعد صبر وانتظار فرضته ظروف وعوامل موضوعية بعضها اضطراري وخارج الارادة سينتهي السباق الانتخابي وتتوج الجهود في تأسيس مرحلة جديدة للعمل الاولمبي عبر الممارسة الديمقراطية الرائعة التي نتمنى أن تفرز لنا قيادة رياضية جديدة للهرم الاولمبي الكبير بعد أن حدد يوم الرابع عشر من تشرين الأول موعدا لانتخابات المكتب التنفيذي الجديد. وهنا تزدحم الذاكرة بالكثير من الصور والأفكار سواء تلك التي ولدت في رحم التجارب السابقة أو تلك التي تقفز بشكل أمان وتطلعات تضع مسارات الحركة الرياضية الاولمبية وفق مدى الرؤية المتفائلة في قادم المرحلة الزمنية التي تنتظر المكتب التنفيذي المنتظر. ولاشك أن أي تجربة ديموقراطية وفي خضم طبيعة الأوضاع والظروف التي يمر بها البلد لايمكن توقع انتاجها رجالا مثاليين أوبكامل المواصفات القيادية الحقة حتى نتمكن من رسم الصورة الزاهية لرياضتنا التي ماتزال تأن وتعاني وتفتقد الى الكثير من المقومات الأساسية التي يمكن من خلالها العمل والانتاج وفق نسب قريبة من سقف التمنيات وحدود الطموحات ,فالديموقراطية وبكل ماتحمله من قيم نبيلة ومعان جميلة ومدلولات كبيرة لها مساوئها أيضا لأنها ما لو لم تستثمر بالطريقة الصحيحة وتوظف وفق اليات موضوعية فسوف تكون ممرا مشروعا وطريقا سالكة لنفاذ أناس ليسوا بمستوى المسؤولية أو بحجم التحديات التي تفرضها طبيعة العمل في بيئة رياضية صعبة ورثت الكثير من الأمراض والعلل المزمنة وترسخت فيها كذلك الكثير من المفاهيم الخاطئة التي ضاعفت من بؤس واقع الحال وجعلت عملية التغيير والانتقال نحو الأفضل صعبة جدا في ظل ظروف استثنائية كالتي نعيش. وعندما نشير الى هذه الحقيقة لانبتغي تقديم مسوغات غير مقنعة أو تبريرات تفتقد للموضوعية بل نقول وبصراحة ومع مسيرة عمل استمرت طويلا ان معظم من عمل في قيادة الهرم الاولمبي وفي مقدمتهم الكابتن رعد حمودي لم يكونوا بذات المستوى من الرضا والقناعة عن تلك المسيرة نتيجة ماشاب العمل الاولمبي من ارهاصات وماحدث خلاله من تداخلات مؤذية حتى مع الاعتراف هنا بالنجاحات والايجابيات التي تحققت خلال تلك المسيرة لكنها نجاحات لم ترتق الى مستوى التمنيات أو تنسجم مع مفردات المشروع الوطني لرياضتنا والذي رفعه حمودي ورفاقه منذ انتخابات 2009 والذي كان للأسف شعارا انتخابيا أو سلعة لتسويق أنفسهم وتحقيق الفوز في الانتخابات قبل أن يكون مشروعا يحمل في طياته الكثير من الأفكار والمفردات المنسجمة مع واقعنا الرياضي وكيفية النهوض والارتقاء به الى مديات أفضل بعد كل تلك السنوات العجاف التي عاشتها رياضتنا منذ ماقبل الاحتلال وماتلاها من سنوات ظل الوسط الرياضي يمني النفس بمشاهدة وملامسة التحولات التي تضعنا في الطريق الصحيح والسكة الامنة ونجاري الاخرين في التطور الذي تحقق لرياضاتهم بفعل التخطيط المبرمج والناجح.
إنه طريق صعب جدا لانه يتطلب إصلاح المنظومة الرياضية وتخليصها من كل الأدران والعلل والفيروسات التي ألحقت بالرياضة الكثير من الأضرار ومازالت تدفع ثمنها هي والرياضيون بشكل باهظ ومتجدد.. إنها مرحلة البناء الحقيقي الذي يتطلب تغييرا واصلاحات ترتقي الى حجم التحديات الكبيرة وتختصر الكثير من المسافات .. ومن الله التوفيق .