ورشة سينمائية توثق تقاليد ومعالم المدينة

الصفحة الاخيرة 2019/01/15
...

بغداد / الصباح
فريق عمل متناغم من فناني ومثقفي المحمودية (30 كم جنوب العاصمة بغداد) جمعهم حب السينما وصناعة الافلام الوثائقية والروائية ونشر الثقافة السينمائية في المجتمع العراقي عموماً، ومدينتهم خصوصا، فشرعوا بتنظيم ورشة مستقلة هدفها؛ رسم ومناقشة الافكار والرؤى، التي تخص الأفلام المزمع إنجازها، وذلك من خلال الحوار والمناقشات بين الأعضاء.
التقت الـ (الصباح) المخرج السينمائي قاسم المعموري مؤسس الورشة، فحدثنا عن بدايات التأسيس، قائلا: 
لقد مرت فكرة إنشاء هذا التجمع السينمائي بعدة مراحل، انتجنا خلالها أفلاما عديدة، منها: فيلم وثائقي من إخراجي وانتاجي بعنوان "المذكرات" الذي تدور احداثه حول مؤرشف مهتم بجمع المقتنيات التراثية والشعبية العراقية، هذا المحب للموروث لم يجد مكانا يعرض فيه مقتنياته، وهذه رسالتي، نجح الفيلم وأحبه جمهور المحمودية، اذ أعاد لهم ذكريات سينما "المحمودية" الصيفي التي تأسست في الستينات وأغلقت في ثمانينيات القرن الماضي"، وأضاف المعموري، انه اخرج فيلما اخر مع أعضاء الورشة بعنوان " شاعر على قيد الحياة" ويحكي قصة الشاعر المغترب صلاح مهدي، الذي غادر المحمودية الى رومانيا لأسباب، وكذلك انتجت الورشة فيلما يؤرخ  لأول مدرسة ابتدائية تأسست في مدينة المحمودية يعود تاريخها الى بداية العشرينات من القرن الماضي، وبحسب قاسم المعموري فان الفيلم الذي عنوانه "المدرسة الام" اتخذ اسلوباً اخراجيا ورؤية حداثوية، فثمة مشاهد روائية وأداء تمثيلي لشخصية، نجح الفيلم وعرض في قناة العراقية مرتين.
الورشة السينمائية في المحمودية
تفاعل
وتفاعل الجمهور في المدينة بما تقدمه الورشة، حتى ان بعضهم قال: "ان ثمة انعطافة حصلت في المشهد الثقافي لهذه المدينة المتاخمة لبغداد "، هذا التطور في عمل الورشة واهتمام الناس بإنتاجها، دفع بأعضائها الى تأسيس تجمع سينمائي أسموه "الورشة السينمائية في المحمودية" والتي من أولوياتها توثيق تصوير معالم المدينة؛ أزقتها وحاراتها وساحاتها، فضلا عن استعادة معالمها الحضارية الجميلة.
ومن وجهة نظر الفنان التشكيلي ضياء مهدي (أحد مؤسسي الورشة) فان تجربة الورشة السينمائية" فريدة" ولا تشبه غيرها في المحافظات، حيث تعمل المجموعة في صناعة الافلام الوثائقية والروائية من دون دعم لإنتاجها الاعمال، على الرغم من التكلفة الباهظة لصناعة الفيلم، ويتابع مهدي: "تحمل أعضاء الورشة انجاز كل هذه الافلام على نفقاتهم الخاصة، فضلا عن نخبة طيبة من اهل المحمودية، وقد تبدو مفارقة اننا نستخدم أدوات تصوير بسيطة جدا فليس غير كاميرا ومايك وأجهزة اضاءة"
ويشعر ضياء مهدي بالغبطة وهو يرى القبول والاستحسان من قبل أهالي المحمودية لمنتج الورشة حيث: "يبتهج الجميع وتقدم الينا كلمات الاطراء والشكر وتحتفي بنا صفحاتهم في العالم الأزرق، وهذا يدفعنا الى المزيد "
وتحكي التربوية سهاد جابر قصة انضمامها الى الورشة، وذلك من خلال تأديتها أحد أدوار فيلم "المدرسة الام" (2017)، فاستهواها التمثيل واحبته، لاسيما ان زملاءها في الورشة رحبوا بها وساعدوها على تطوير قدرتها الادائية وتقويم موهبتها، ما شجعها على ان تكون احدى عضوات الورشة الفاعلات، وتتابع جابر معبرة عن فرحتها باهتمام جمهور المدينة ومؤازرة عائلتها بعملها: "سعادتي لا توصف لان الناس واسرتي ثمنوا تواجدي في هذه المجموعة الثقافية المتميزة، فضلا عن كوني امرأة اعمل في صناعة الأفلام" 
يعتز كثيرا الكاتب والصحفي قاسم الجبوري، بنشاطات الورشة التي لاقت اعمالها استحسان أهالي المدينة، فهو ومعه فريق الورشة يتحسسون سعادة الأهالي بهذا الخطاب البصري الجميل، فبعد كل عرض يحرص الجمهور على التقاط الصور التذكارية معهم.
ويشير المخرج قاسم المعموري الى الفنانين والمثقفين الذين شكلوا نواة الورشة، وهم:        
  المخرج السينمائي قاسم المعموري، والفنان التشكيلي ضياء مهدي، والكاتب قاسم الجبوري، وفؤاد الحديثي، والمؤلف والمخرج المغترب في استراليا استناد حداد، والفنان التشكيلي سرمد صبار، والمخرج المسرحي المغترب في بلجيكا حسين حمود، والتربوي اياد علي، والتربوية سهاد جابر، وعدنان الشقيري ، عماد قدوري ، الفنان التشكيلي حيدر غضبان ، ووسام قاسم.