دمشق وصنعاء.. البرد والجوع يهاجمان مخيمات اللاجئين
قضايا عربية ودولية
2019/01/16
+A
-A
الصباح / وكالات
{البيت يقينا من المطر والبرد وحر الصيف}... مقولة تناقلتها الالسن في اولى كلماتها في المدارس لبيان معنى البيت واهميته في حياة الفرد ، الا ان اطفال سوريا كما اليمن كما غيرهم ممن هجروا بسبب ويلات الحرب، بات جليا ان ينكروا هذه الحقيقة، فبينما يتدثر العالم بأنواع من الاصواف والجلود، ويستعينون بمختلف وسائل التدفئة، داخل بيوت محمية، لتمر عواصف البرد توفي 15 طفلا نازحا غالبيتهم من الرضع، في سوريا جراء البرد القارس والنقص في الرعاية الصحية، وفق ما أفادت به منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) امس الثلاثاء.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، لقي الأطفال حتفهم في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن الذي يعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية، وآخرون خلال الرحلة الشاقة في الفرار من الحروب.
بين برد قارس يصل درجة التجمد ونقص في الرعاية الصحية، لاقى 8 أطفال على الأقل حتفهم في الرُكبان، ولاقى 7 آخرون حتفهم وان 13 من بين هؤلاء الأطفال لم يبلغوا السنة الواحدة من العمر. وقالت المنظمة: إن العنف الكثيف في هجين الواقعة في منطقة دير الزور أدى إلى نزوح نحو 10 آلاف شخص منذ شهر كانون الأول ، وأضافت أن العائلات التي تبحث عن الأمان تواجه صعوبة في مغادرة منطقة النزاع وتنتظر لأيام في البرد من دون توفر مأوى أو حتى اللوازم الأساسية التي يحتاجون إليها .
ودعت المنظمة كافة الأطراف إلى توفير ممر آمن لجميع العائلات التي تبحث عن الأمان خارج منطقة خط النار، وإلى تسهيل إيصال المساعدات الطبية المنقذة للحياة إلى الأطفال في هجين وأماكن أخرى في سوريا، وتسهيل وصول قافلة إنسانية إلى مخيم الركبان، “ومن ضمنها العيادات الصحية المتنقلة، كي يصبح إيصال الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة ممكنا”.
بدورها أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء الحريق الذي اندلع في “مخيم الركبان” للاجئين السوريين قرب الحدود مع الأردن، داعية لإيجاد حل دائم يكون طوعيا وآمنا للاجئين في هذا المخيم.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة بدمشق، فدوى عبد ربه بارود: إن “ الأمم المتحدة قلقة بشأن التقارير بشأن المخيم مطالبة بالمزيد من المعلومات بشأن حالة الأسر المتضررة، مشيرة إلى أن “الأمم المتحدة دعت أكثر من مرة لإيجاد حل دائم لمشكلة اللاجئين في مخيم الركبان يكون آمنا وطوعيا وموثوقا”.
وأضافت بارود أن “الأمم المتحدة لا تزال قلقة بشكل جدي حول الأوضاع البائسة والمتزايدة لأكثر من 40 ألف شخص يمكثون في مخيم الركبان، غالبيتهم من النساء والأطفال منذ أكثر من عامين في ظروف قاسية وبمساعدات إنسانية ورعاية طبية وغيرها من الخدمات الأساسية بشكل محدود”. وقالت بارود إن “الأمم المتحدة تواصل دعوة جميع الأطراف لتأمين وصول مساعدات إنسانية بشكل آمن ودائم وبدون أي عوائق للناس الذين هم بحاجة إليها تماشيا مع التزاماتهم بالقانون الإنساني الدولي”.
وفي الشأن السياسي وصل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، النرويجي غير بيدرسن، دمشق قادما من بيروت في أول زيارة منذ توليه المنصب. وأكدت تغريدة منشورة على حساب المبعوث الخاص الرسمي على تويتر، أن بيدرسن وصل العاصمة السورية، وعقد اجتماعات مثمرة هناك. وبدأ بيدرسن زيارته التي من المتوقع أن تستغرق بضعة أيام بلقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وبدأ بيدرسن القيام بواجباته في منصبه الجديد يوم 7 من الشهر الجاري، وهذه هي أول زيارة له إلى دمشق.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية، أن وزير الخارجية وليد المعلم بحث مع بيدرسون، الجهود المبذولة لإحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سوريا، ومتابعة الأفكار المتعلقة بالعملية السياسية. وقالت الخارجية السورية، في بيان لها: إن “المعلم اكد لضيفه استعداد سوريا للتعاون معه لإنجاح مهمته في تيسير الحوار السوري السوري بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، الذي هو مصلحة سوريا”.
بدوره، عرض “بيدرسون للقاءات التي سيجريها والنشاطات التي سيقوم بها خلال الفترة المقبلة من أجل تنشيط العملية السياسية، مشددا على أن هذه العملية يجب أن تكون بقيادة وملكية سوريا، وإلا لن يكتب لها النجاح”، حسب البيان.
أزمة اليمن
وفي سياق السعي لمواصلة الحوار وحل الازمة بين اطراف النزاع في اليمن وافقت وزارة الخارجية الأردنية على طلب الأمم المتحدة لاستضافة عمان اجتماعا سيعقد بين ممثلي الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، لمناقشة ملف تبادل الأسرى والمعتقلين. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية: إن “ الاردن تقف بكل إمكانياتها إلى جانب أشقائنا في الجهود المستهدفة وضع حد لهذه الأزمة، التي طالت، والتي لا بد من التوصل إلى حل سياسي لها وفق المرجعيات المعتمدة”.
وغادر وفد من ممثلي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) صنعاء متوجها إلى عمّان لبحث تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين المبرم مع الحكومة المعترف بها دوليا في مفاوضات السويد الشهر الماضي. وأعلن رئيس “اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى”، عبد القادر المرتضى، على حسابه في “فيسبوك”، امس أن فريقا من اللجنة يترأسه شخصيا وصل الى العاصمة الأردنية عمان لعقد لقاءات مباشرة مع الطرف الآخر برعاية الأمم المتحدة، وذلك في محاولة لحلحلة الإشكالات والعوائق التي تحول دون تنفيذ اتفاق التبادل.
وسبق أن أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث في إحاطة قدمها الأربعاء الماضي إلى مجلس الأمن الدول أن مكتبه واللجنة الدولية للصليب الأحمر يواصلان العمل مع الحكومة والحوثيين من أجل تنفيذ بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين، معلنا أن اجتماعا للجنة المشرفة على عمليات التبادل سيعقد في عمّان هذا الأسبوع. وتتعثر عملية تبادل الأسرى بسبب تبادل الحكومة والحوثيين الاتهامات بتخلي الطرف الآخر عن مسؤولياته وإنكاره وجود العديد من الأسرى والمعتقلين ممن تم تسليم أسمائهم في إطار العملية الجارية برعاية أممية.
اذ أعلنت الأمم المتحدة أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة “أنصار الله” رفضتا الجلوس حول طاولة واحدة أثناء اجتماعين خاصين بإعادة انتشار القوات في ميناء الحديدة غرب البلاد.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، للصحفيين أمس الثلاثاء أن الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كاميرت، رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة التي تعمل تحت إشراف المنظمة العالمية، كان يتوسط بين ممثلين عن طرفي النزاع مجتمعين في غرفتين منفصلتين. وأشار دوجاريك إلى أن كاميرت يحاول إيجاد سبيل مقبول لكلا الطرفين من أجل المضي قدما في سحب قواتهما من أجزاء من مدينة الحديدة ومينائها وكذلك مرفآ الصليف ورأس عيسى، مما يحمل أهمية حرجة بالنسبة للجهود الإنسانية في البلاد.
وتابع المسؤول الأممي أن المشاورات الأخيرة كانت “بناءة” مضيفا أن رئيس لجنة التنسيق يواصل تشجيع طرفي النزاع على العودة إلى الحوار المباشر من أجل إكمال تنفيذ خطة إعادة الانتشار المتفق عليها في جولة المفاوضات الأخيرة التي دارت بين الطرفين في السويد خلال شهر كانون اول الماضي. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الأمن الدولي الأسبوع الجاري على مشروع قرار بريطاني يقضي بإنشار فريق يضم 75 مراقبا دوليا برئاسة كاميرت على الأرض من أجل الإشراف على إعادة انتشار القوات في الحديدة.
وسبق أن شدد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث الأسبوع الماضي على أن جولة حوار جديدة لن تعقد ما لم يحرز تقدم ملحوظ في تطبيق اتفاقات السويد.
البرلمان الأوروبي
الى ذلك تعقد اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان التابعة للبرلمان الأوروبي جلسة استماع حول اليمن للاطلاع على أزمة حقوق الإنسان هناك.
وقال البرلمان: إن الجلسة ستعقد في مقر البرلمان في بروكسل في 24 من كانون الثاني الجاري، وذلك عملا بالفقرة 23 من قرار البرلمان الأوروبي حول اليمن الذي اعتمدته في 4 من تشرين الأول الماضي، ويقضي بالتزام البرلمان بإدانة العنف المستمر في اليمن.وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أقر في أيلول 2017، تكليف المفوض السامي بإنشاء فريق من الخبراء الدوليين والإقليميين البارزين للقيام بتحقيقات في مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان من قبل كافة الأطراف
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين: إن تأسيس الفريق خطوة مهمة من أجل المساءلة والقضاء على الإفلات من العقاب في ما يتعلق بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكب في اليمن، وسط تدهور الأزمة الإنسانية في البلاد، ومن أجل ضمان حصول الضحايا على
التعويضات.