كلب الماء الصياد

ثقافة 2020/11/18
...

  باسم عبد الحميد حمودي
 
 
القضاعة.. القندس
تسمى كلاب الماء أيضاً ثعالب الماء وتسمى أيضا: القضاعة, وهي تنتشر في الكثير من أنهار وبحار العالم متخذة أسماءً متعددة مثل: ثعلب الماء، كلب الماء، ماكسويل, وكلها من ألوان حيوان القندس البرمائي.
 
الود متصل بين الزوجين
كلاب الماء في الأهوار العراقيَّة غابت عن هذه المساحات المائيَّة الشاسعة عند تجفيفها في تسعينيات القرن العشرين ثم عادت مخترقة خليج البصرة وأهوار الجارة إيران المتاخمة للأهوار العراقيَّة, وهي تتحرك أزواجاً أزواجاً مثلما كانت تتحرك سابقاً في كواهين الأهوار كمجاميع متزاوجة، والود حاصلٌ دوماً بين الزوجين وهما يخرجان لصيد السمك.. سوية, من أدغال الهور وشمبلانه, أو ينفرد الذكر بصيد السمك والعودة الى أسرته بالصيد ليطعم صغاره.. قبيل تدريبهم على الصيد والخروج الى عرض الهور لاقتناص فرائسهم اللذيذة.
 
حيوان نادر جميل الفراء
يقول الأستاذ قاسم الفرطوسي (رح) في كتابه (الصيد في الأهوار): إنَّ "جليب الماء هذا حيوان نادر يشبه القط لكنه أكبر منه بأربع مرات, يتغذى على الأسماك وهو سريع الغوص, غطسته تستمر لعشرات الأمتار.
 
حليب لو شاي!
يتبع مكامنه الصيادون المتخصصون في أعلى الأهوار للحصول على فرائه النادر, ويحدث أحياناً أنْ يضيع كلب الماء طريقه وهو يحاول اصطياد السمك فيصل الى منطقة مأهولة بالبشر, وهنا سريعاً ما يخرج الأطفال له صائحين عازفين على تنكاتهم (جليب الماي...تريد حليب لو شاي) فيضطرب الحيوان المسكين من هذه الضجة التي قد يقع خلالها بيد أحد الصيادين ليكون غنيمة سهلة, أو يبتعد سريعاً الى عمق الهور.. ناجياً بنفسه وفروه الثمين.
 
صيادو كلب الماء
تعدُّ مهنة صيد الماء من المهن المتعبة في الأهوار العراقيَّة، فجلد كلب الماء سميك لا تخترقه الرصاصة عن بعد, ثم انَّ الصيد بإطلاق النار يشوه جلده (فروه) الثمين, لذا على الصياد البارع أنْ يكمن لطريدته ليلاً ونهاراً ليصطادها حية وبالفالة التي ينخس بها الوجه أو الخلف فيتوقف كلب الماء الثمين عن الحركة ليتم ذبحه والاحتفاظ بفروه الثمين.
يسير الصيادون في الهور أياماً وليالي ليحصلوا على المزيد من جلود وفراء هذا الحيوان النادر الذي اعتاد العيش والصيد في الهور, كما اعتاد صيادو الأهوار العراقيَّة المتخصصون متابعته بصبرٍ للحصول عليه.
 
أخيراً
الهور عالمٌ غريبٌ وكلب الماء إحدى غرائب هذا الكائن المائي الممتد آلاف الكيلومترات من وسط العراق الى جنوبه حاوياً أنواعاً نادرة من الطيور والأسماك التي عادت الى ديارها بعد انتهاء حملة التجريف وعودة الحياة الباذخة لها.