وحيدٌ بما يكفي

ثقافة 2020/11/18
...

هدى مزهر

كي يلتهمه الزِحام ضجرٌ بما يكفي ليودي 
بحياته تحتَ أقدامٍ عابرة، قبل أن 
تتصلب في شرايينه القبيلة شقتْ ضحكةُ 
الحياة بوجههِ وجهَ اليقين.. مهدورةٌ مرات 
المحاولات لغفران ذنبٍ اقتَرَفَــ (نـا) 
يتقافزُ ذنبٌ بعد ذنبٍ 
مُشرِّحاً في عينيهِ ذنوباً أبدية 
حياةً اصطبغتْ لنا حقيقةً مثلومة. 
كما لو أن الأرضَ 
ستنطوي بعد خمس دقائق..بخمسِ دقائق 
ندُّس أيام عمرٍ فاتنا منه الكثير بخمسِ دقائق 
نصوّبُ الاحداقَ غَرباً بخمسِ دقائق 
نختبئ بين كومات الوقت لئلا تنطبقُ علينا الدُنيا 
ولا تنالنا الذكرى المُسممة 
لكن الأمر كما ترين يا حياة 
يُحتّـمُ علينا الغروب بخمس دقائق..
وليس ثمّةَ ريح بعد خمسِ دقائق!
جدارٌ يرفض حدّ التصلب كونه جداراً لساعةْ!
خمسُ دقائق فيها أُرصفُ خمسة وعشرون قرناً 
وخمسة وعشرون ربيعاً في دقيقة!
يتحتم عليّ الآن الانطفاء المُلِم ببكاء أمي الأسود 
وألم ظهرها الليلكي.. ألوذ أنا وعيوبي المائية.. خيباتي السائلة 
الخجل الموروث ناعم الأظافر، بنقاط ضعفي أضعُ خطوط اللوحة 
الأولى خطوط عاثرة.. رُبما مائلة لضرورة الأحكام..
جميعي أتوارى داخل حقيبةِ يدٍ شفافة تُناسبُ موضةَ 
الطقس حتى يحملني الخريف، كُلّي هُنا.. 
بالكادِ أرى.. بالكادِ أكون.. ألا يكفي القلق رأسنا؟ 
ألا يكفيه موتاً واحدا؟ يبتلعُ الأصابعَ المُتخمة بالارتعاشِ 
والحبر بالقصائد الميتة بنعش الشِعر يؤمنُ حقاً! 
بالخوف الحي.. يَفيضُ حاجةً، إنصافاً للألم تنصهر 
الروح نحو معشرِ أرواح.. فتتشارك ولَعين القلقِ دفء احتراقي، 
أبداً كان عليّ..فتقُ الموجعات والمسرّةِ عن بعضها 
أبداً كان عليّ ألاّ أترك البُعد الوحيد.. وحيداً عنّي 
رصاصةً واحدة في قلبِ رجلٍ واحد قادرةً لشطره مئات 
الأفكار.. أفكارٌ تستيقظُ في دورةِ خلايا آخرين 
تُربي فُسحةَ الطريق بعد المغادرة، 
في الفينةِ التي‬ لا أمتلك ساقَ كلمة.. ذراع قصيدة‬ أو‬ رُفاتاً ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أطعمه لأجنة جوعى‬.. إعارةً محفوفة بالهشاشة‬ ‬‬‬‬
قُربان أرضٍ سِمتُها التعرج.. الكمان شفاه لحنهِ على أهبةِ العطش ‬‬‬‬
والاستعداد والنثر نهدٌ مُتدلي بارتخاء. 
طاوعتُ سبيل اعتصاري..‬ راقصتُ آخر وخزةٍ في كاسة الجليد‬ ‬‬‬‬‬‬‬‬
حاكمتني رشاقةً‬ حكّمتْ في خصرها الحروف‬ خمراً ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
صادقاً في الزُرقةِ‬... يُبللُ تجاعيدَ جبين ‬‬‬‬
السماء‬ من صيّبهِ يثملُ المطر‬ ويثملُ ذيلَ هذه القصيدة‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬.‬ ‬‬‬‬‬‬‬