الرأي وصداه

الصفحة الاخيرة 2020/11/21
...

حسب الله يحيى 
 
في معظم الوزارات العراقية، هناك هيئة او لجنة للرأي، تجتمع بين مدة وأخرى .
هذه الهيئة يتكون اعضاؤها من قياديي الوزارة (الوكلاء والمدراء العامين والاعلام واحياناً مدراء الاقسام).
وهذا يعني أن الوزارة لا تأخذ الا رأي ومشورة نفسها ولا رأي لمن لا رأي له، بوصفه جزءاً من لحمة الوزارة ذاتها !
وعلى وفق هذا التشكيل، كيف يمكن أن يرتقي عمل الوزارة، اذا كان الرأي،هو رأي العاملين بأنفسهم وبزملائهم وبوزيرهم، الذي لا يمكن لهم تقديم رأي يختلف مع رأيه، بوصفه الرأي الصائب دائماً وابداً !
إنَّ مثل هذه اللجنة او الهيئة، تنفي عنها صفة الرأي، بوصفها اداة تنفيذ وليست استشارية، تقدم رأيها ومشورتها، التي تعتمد الخبرة والمعرفة والمرجعية في مجال تخصصها.
واذا علمنا أن عدداً من المدراء، ينتقلون بين هذه المديرية او تلك او يمسكون باكثر من مديرية، بوصفهم خبراء في الميادين كافة.
إذاً كيف يمكن أن نرتقي بالعمل ونحوله الى عمل منتج وفاعل ومتطور ومتجدد ومتحرر؟! إننا لم نعرف أن (أصحاب الرأي) قد اضفوا على الرأي قيمة او معطى جديدا، من شأنه تفعيل المسيرة الحيَّة، لأية وزارة، كما لم نعرف أية وزارة قد استعانت بذوي الشأن والتجربة والخبرة لتقديم ارائهم في عمل او مشاريع او مستقبل الوزارة؟ ولم نعرف أن وزارة ما ضيّفت شخصيات وقامات معرفية وتخصصية واستمعت الى ارائهم ضمن اجتماعات هيئة الرأي؟ ترى هل تخشى الوزارة من (دخيل) يمكن له معرفة اسرارعملها، بوصفه عملاً تابعاً وثابتاً ومؤتمناً اسمه (القلم السري)، من دون أن يسأل احد ماذا يراد بهذه الاسرار ومن المقصود بها غير العاملين في الوزارة؟.
إن الرأي لا يعني ابداً الزام الوزارة بتنفيذه وانما هو نظرة قد تكون دقيقة ومفيدة ومجتهدة في تحسين ظروف العمل.
مثلما يعني ان هذا الرأي لا يأتي لمجرد الاختلاف مع الاخر وانما لان الرأي السديد لا ياتي من ذوي العلم والمعرفة بالامر المقصود ولا يراد منه توجيه المديح والثناء على ما لا يستحق هذا المديح ولا هذا الثناء .
الرأي الاخر، هو رأي يضفي على المكان رؤية وعلى الزمان جديته وأهميته، فهل تستقطب الوزارات اصحاب الرأي الصادق والامين والخبير ليسهموا في امداد هذه الوزارات بما اكتسبوه من خبرات الى جانب ( قيادة الوزارة)، ذلك ان هذا التفاعل هو الذي يسهم بنجاح العمل.