بابا نوئيل اللبناني بـ 835 ألف ليرة

الصفحة الاخيرة 2020/11/23
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
 
دأب اللبنانيون على الاستعداد لأعياد رأس السنة الميلادية كل عام، من خلال شراء وتحضير الهدايا، والكيك، ومستلزمات الاحتفال الأخرى، كما يشترك الكثيرون منهم في حفلات ساهرة، وتضج ساحات بيروت، والمحافظات بحشود الرجال والنساء والأطفال، وهم يراقبون المفرقعات، والألعاب النارية التي تضيء سماء المدن، في توديع عامهم الذي يلفظ أضواءه الأخيرة؛ لاستقبال العام الجديد بالأغاني، وتبادل الهدايا، ومجسمات بابا نوئيل الشهيرة.
هذا العام، الصورة مختلفة، فاللبنانيون أو أغلبهم الأعم لن يتمكنوا من الاحتفاء بالعام الجديد، وشراء الهدايا بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بهم، وما أفرزته من غلاء فاحش طال العديد من السلع في السوق المكتوية بحُمّى انهيار العملة الوطنية، وجنون الدولار. 
والغلاء طال طبعاً السلع الخاصة باحتفال رأس السنة، فقد تداول اللبنانيون عبر منصات التواصل صورة لمجسم يعود لبابا نوئيل، وقد بلغ سعره 835 الف ليرة لبنانية!، منصات التواصل ضجت بالتعليقات الممزوجة بالسخرية المرة، وهم يوجهون سهام نقدهم للساسة اللبنانيين وفسادهم الذي حرم الناس من الاحتفال بمناسباتهم العامة والخاصة. 
التربوي اللبناني ملحم عودي علق لـ "الصباح" ان" بابا نوئيل "سانتا كلوز" متعارف على مجيئه في أعياد الميلاد؛ لتوزيع الهدايا بين الأطفال لاسعادهم، لكن بابا نوئيل اللبناني سيأتي لنهب "مصاري" أطفالنا، من دون إعطاء الأطفال الهدايا المنتظرة!. 
 بينما المحت اللبنانية سمر أبي شقرا وهي صاحبة متجر لبيع الهدايا والإكسسوارات بأن" هذا العام لا يوجد إقبال على الشراء، والناس منهمكة في سعيها لتوفير الخبز، والأشياء الضرورية، باستثناء اللصوص من المسؤولين، الذين أفقروا البلد، فهم سيشترون لابنائهم وأسرهم أغلى الهدايا، ومنها بابا نوئيل، وهم يحتفلون غالباً في أوروبا، ويبقى هذا الشعب "المعتر" آخر همهم".