رياضتنا ..المجني عليها

الرياضة 2020/11/23
...

خالد جاسم
نزيف الرياضة العراقية يتجدد بامتياز قبل وأثناء وبعد كل مولد انتخابي خصوصا في انتخابات الهرم الأولمبي، والجميع عرف الى أين رسى قارب الانتخابات وصارت لوزان السويسرية معقل الأولمبية الدولية هي مفتاح الحل كما هي أصلا صولجان المشكلة .
لماذا لانكون شجعانا ونعترف بواقع الحال الذي يتلخص بحقيقة انه نحن من يدمر رياضتنا بتفصيل مقاساتها وفق مانريد لأن كل منا يريد الحلب المستمر من ثدي البقرة الحلوب ويريد أن يكون صاحب ( فيلا ) في عمان أو أسطنبول أو دبي ولديه رصيد بالدولار وعقارات في بغداد وأربيل وحاشية وحمايات كلها من ضرع تلك البقرة المسكينة .. الرياضة العراقية التي تنحر يوميا على مذبح المصالح وليس في أعياد الله الذي لايقبل بل ويرفض كل ذبيحة أو نذر مستمدة مادته من ضلوع الاخرين  .  لست متشائما لكني أتحدث عن وقائع أمتلك كما غيري تفاصيل أرقامها وشخوصها وأبطالها بمئات الاوراق والملفات ولكن لمن تشتكي، كما أشفق كثيرا على بعض الأكاديميين لأنهم بين الفينة والاخرى يهاجمون واقع الحال الرياضي ويكيلون التهم الى من يقودون مفاصل العمل الاولمبي على أنهم جهلة وأميون وهمهم الوحيد الحفاظ على مصالحهم الخاصة وكراسيهم التي تربعوا عليها (عبر صناديق الاقتراع طبعا وليس بالتزكية أو المحاصصة )، وكيف نطلب من اللجنة الاولمبية العراقية التي تتقاذف عليها سهام النقد حقا وباطلا أن تنهض بالتخطيط الصحيح ووضع ستراتيجية عمل رياضي سليم وهي ممزقة من الداخل ومنشغلة بالخلافات والتامر والتقاطعات حتى في داخل مكتبها التنفيذي وكيف نتوقع من اتحادات رياضية معظمها مبتلية بالمافيات واللصوص وشبه الأميين أن تنتج لنا أبطالا أولمبيين .. ولاأدري كيف يرتضي هؤلاء وبعناوينهم الأكاديمية وشهاداتهم العلمية الرفيعة العمل تحت وصاية جهة رياضية يصفونها بالفساد والغرق في بحر الجهل والأمية مع انني متأكد أنهم لن يطلقوا مثل تلك الأوصاف في ما لو تمت الموافقة على طلباتهم وتنفيذ مايطمحون اليه، مع أنهم مصرون على التغريد في جميع المواسم والكلام ليلا ونهارا في الاصلاح والتغيير وهم مشاركون فاعلون وليسوا مجرد شهود إثبات في عشرات المؤتمرات والندوات التي ركنت توصياتها وبحوثها ومقرراتها على رفوف الذكريات ولااقول رميت في ( ........)  , وأقول ايضا باختصار وبلا استغراق في المزيد من الكلام ان الحلول تأتي فرادى وليست بطريقة النخوة التي أضحت سلعة كمالية ليست مرغوبة في وسط مجتمع يبتغي الضرورات القصوى في المنفعة بعد أن غرسنا في النفوس ثقافة الاحتيال واستحصال المنافع وليذهب الوطن الى الجحيم وقارب الانقاذ الذي ترنو اليه أعين الباذلين والعشاق الحقيقيين لرياضة هذا الوطن لن يأتي الينا بأسلوب الفزعة العشائرية التي ماعادت حاضرة إلا في الفصول والمنازعات المالية المفيدة، رياضتنا تحتاج الكثير من الحلول والمعالجات ذات الصفة الجذرية ومن بين الحلول تشريع قانون من أين لك هذا في الرياضة أولا واعادة النظر في اللوائح الانتخابية ثانيا ودراسة جدوى استمرار وزارة الشباب والرياضة  في وضعها الحالي وامكانية الاستعاضة عنها بجهة تكون ذات منفعة حقيقية للرياضة وبخلاف ذلك سوف نقضي ماتبقى من العمر وسط تمنيات وأحلام ومطالبات نضحك فيها على أنفسنا أولا وأخيرا ..!