تحلم بكف حانية، تنبثق من شاشة تلفزيون بيتهم، او من واجهة مذياع ابيها، تمسّد على شعرها، وتقودها برهافة الى الشهرة... تافان محمد.. الآن، تعمل مذيعة في قناة العراقية الكردية، التابعة لتلفزيون الوطنية.. شبكة الاعلام العراقي، يتدفّق جمال اللكنة الكردية، من لثغتها العربية.
وقالت تافان: “أقدم برنامجا سياسيا، بعنوان “استديو كردستان” بعد الموجز” مؤكدة: “منذ صغري أحلم بأن أكون مذيعة او مقدمة برامج؛ فبقيت اتابع واشاهد كل ما يعرض من التلفزيون”.
تاريخها الاعلامي، عمره 15 سنة: “عملت في راديو كردستان من السليمانية، مدة 9 سنوات، قدمت خلالها برنامج “حلم نساء” وآخر سياسي، من خلال عملي في مكتب شبكة الاعلام العراقي في السليمانية، واعددت برامج واشتغلت في راديو “مشخلان” وقناة كلي كردستان”.
عدت تجربتها مع “العراقية” في بغداد، جرئية.. وتحدٍّ للنفس: “كون اللغة والبعد عن الأهل ومتعلقات تربطني.. تجربة جميلة وانا بطبيعتي أحب التغيير.. انتقالة ان شاء الله موفقة، كما خططت لها، الان أنا أسكن ببغداد، وأتعامل مع كل من حولي بحب واحترام وتقدير.. ساعدوني، وأخذوا بيدي، وذللوا لي الصعوبات التي واجهتها، خاصة في اللغة، والان انا اعمل على تقوية عربيتي، وربما يحالفني الحظ واقدم نشرة اخبار او برنامجا باللغة العربية” مبيّنة: “كلّ شيء في بادئ الامر صعب، لكن بالاصرار والتدريب تصبح الامور اسهل وبمتناول اليد”.
من المواقف الطريفة التي مرت بها: “في بغداد عندما قدمت نشرة للاخبار، دخل المخرج علي من خلال الهتفون - سماعة الاذن، وقال لي ان هناك تقريرا خاصا باحد الاطفال البدناء، وعندما عرض التقرير وظهر الطفل على الشاشة، ونحن على الهواء مباشرة، قال لي المخرج ان هذا الطفل يشبهك؛ فلم أتمالك نفسي من الضحك، وانا على الشاشة، وكلما نظرت الى الطفل أضحك أكثر” مسترسلة بطرائف العمل: “عندما أتكلم مع رجل أناديه بالمؤنث والمرأة مذكر.. يستغرب في البدء ضاحكين، ويتعاملون معي بلطف فوق ما تتصورين”.
تابعت تافان: “منذ زمن وأنا أتمنى أن آتي الى بغداد واجوائها الجميلة، وامنيتي الاكبر ان يكون العراق واحدا من شماله الى جنوبه.. لا حواجز تقف امام عراقيتنا من ناحية اللغة او تضاريس او دين، كلنا نعمل لاجل العراق” مكملة: “دخلت الشبكة في بغداد، ورأيت الحب والتعاون والتفاني في عيون الكل، وهم يحتضنون كل شخص يأتي اليهم، ولا يسألون عن دينه او قوميته.. نبقى لحمة واحدة” مختتمة بالقول: “انا متزوجة، وعندي طفلة عمرها 15 سنة، اشتاق لها؛ لأنّها متعلقــــــة بي كثيرا”.