أكواب {الكولهاد} تعود الى محطات سكك الحديد في الهند

الصفحة الاخيرة 2020/12/08
...

 أمريت ديلون/ ترجمة: ليندا أدور
 
 
في خطوة منها لتقليل النفايات البلاستيكية والسامة وزيادة دخل الخزافين المحليين، اتخذت الهند قرارا بتحول جميع محطات السكك الحديد في البلاد الى بيع الشاي في أكواب فخارية تعرف باسم "كولهاد" بدلا من البلاستيكية.
فقد أعلن بيوش غويال، وزير السكك الحديد الهندي، ان "الكولهاد"، التي تعد قطعة فنية أثرية متواضعة من التراث الهندي، ستحل محل الأكواب البلاستيكية في جميع محطات البلاد البالغ عددها 7000 محطة، التي تأتي كجزء من خطة الحكومة، لجعل الهند خالية من البلاستيك ذي الاستخدام الواحد. يقول غويال: "إن الكولهاد لن يسهم في تقليل البلاستيك السام وإنقاذ البيئة فحسب، بل سيوفر فرص عمل ومصدر دخل لآلاف الفخارين"، مستذكرا كيف كان للشاي مذاق مميز، عندما كان يقدم في أكواب الكولهاد، وهي عبارة عن أكواب مصنوعة من الطين غير المصبوغ وغير مزجج وبلا مقابض، لكنه قابل للتحلل وصديق للبيئة، اذ يتشارك العديد من الهنود بذكريات شرب الشاي الساخن في فصل الشتاء، وقد التفت أكفهم حول أكواب "الكولهاد" التي تعزز نكهة الشاي وتمنحه رائحة مميزة.
في خضم أزمة تفشي وباء كورونا، يجري الآن تعميم الخطة في جميع المحطات والمنصات، اذ للكولهاد ميزة إضافية كونها صحية بطبيعتها، اذ يتم حرقها في أفران (خزفية) ونادرا ما يعاد استخدامها ثانية.
مع وجود نحو 23 مليون مسافر يوميا عبر القطارات، قبيل الجائحة، هذا يعني الحاجة الى أعداد فلكية من أكواب "الكولهاد"، الأمر الذي سيعود بالفائدة وسيدر دخلا لنحو مليوني صانع فخار، وفقا للسياسية وخبيرة الحرف اليدوية جايا جيتلي، التي طالبت بإلغاء توحيد شكل وحجم الكوب، وهو ما تسبب بفشل مشروع مشابه أوائل تسعينيات القرن الماضي، لكون الصلصال يختلف من مكان الى آخر، الى جانب ان صنع الكوب يتم يدويا.
وقد باشرت لجنة الصناعات القروية والكادي (نسيج عضوي صديق للبيئة وهو من الأقمشة التقليدية الهندية المنسوجة يدويا- المترجمة) بتجهيز نحو 20 الف دولاب كهربائي ومعدات لأكثر من 100 الف صانع فخار، "هذه العجلات بإمكانها انتاج مليوني "كولهاد" في اليوم الواحد، وسيتم العمل على زيادة الانتاج بمقدار أربعة الى خمسة أضعاف" يقول فيناي كومار ساكسينا، رئيس اللجنة، "مضيفا "ما يعني أن معدل دخل الخزاف سيزداد من 2500 روبية (أي ما يعادل  25جنيه استرليني) الى نحو 10 آلاف روبية في الشهر.
*صحيفة الغارديان البريطانية