مشروعٌ يحيي شغف المطالعة

الصفحة الاخيرة 2019/01/26
...

بغداد/ نورا خالد
لم يتوقع الشاب علي مؤيد ان فكرته في عرض كتاب مجاني لراكب سيارته الاجرة ستلقى رواجا كبيرا في مدينته البصرة، حتى اصبحت سيارته تعرف بـ “"تاكسي القراءة".اذ يأمل مؤيد من خلال هذه المبادرة المساهمة فعليا في استعادة الوعي بالقراءة والاطلاع، فضلا عن إشاعة ثقافة الولع بالكتب واقتنائها.  
يقول علي مؤيد لـ "الصباح" عن الهدف من مشروعه: "سيارة الاجرة تتنقل في اغلب شوارع المدينة ويستأجرها اشخاص من مختلف الطبقات، فراودتني فكرة، قد تبدو خيالية لكنني نفذتها بمتعة، مفادها: ان اضع كتاب في متناول الراكب- ان رغب في ذلك-  وبذلك أستطيع ان أوصله بسهولة الى جميع المستويات وابين ان الكتاب عالم يستطيع المرء من خلاله التعرف على الكثير من التفاصيل". 
 يشترط سائق "تاكسي القراءة" لاقتناء الكتاب ان يقرأ الراكب فيه عشر دقائق متصلة دون استخدام هاتفه الذكي أثناء وجوده في السيارة.
ويضيف مؤيد" اعتمدت في بداية مشروعي على مكتبتي الخاصة لتوفير الكتب، ولكن بعد ان شاعت الفكرة وتلقيت ردود افعال إيجابية، حصلت على هدايا من دور النشر والمكتبات، وحالياً احصل عليها بأسعار رمزية من مكتبات مساهمة في مشروعي وهدفهم الترويج والتشجيع على القراءة بعد ان تراجعت بشكل كبير، بسبب هيمنة العالم الافتراضي ". ابتدأ مؤيد مشروعه بشكل عفوي، اذ كان يضع الكتب ليقراها في وقت الزحامات، او عند الانتظار، الا انه في احدى المرات طلب منه الراكب ان يتصفح الكتاب، فخطر بباله تعميم الفكرة على كل زبائنه".ويشير الى ان "التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي اثرت كثيرا على حركة رواج الكتب والقراءة لدى الشباب خاصة"، مستدركا " رغم ذلك هناك العديد من الشباب اتجهوا لفتح مكتبات كمشاريع شخصية، وهذا دليل على ان القراءة ستعود الى المجتمع بقوة بعد طول تراجع ".
وكشف مؤيد الـ “الصباح": إن "في المستقبل القريب هناك خطوات جادة لتاسيس "اتحاد تكسي القراءة"، الذي يضم عدداً من سيارات الأجرة تطبق ذات الفكرة في البصرة وبعدها عموم
 العراق".