وتطالبون بمعجزة

الصفحة الاخيرة 2020/12/13
...

عبدالهادي مهودر 
لم يدر في خلد البشرية انها ستخوض مجتمعةً حرباً مع أصغر عدو، ولا تتمكن منه وتقدم افدح الخسائر، وان الدول الكبرى والصغرى التي صنّعت وخزّنت السلاح التقليدي ستجد نفسها في سنة 2020 مجردة من السلاح الذي يصد هجوم فيروس كورونا المجهري، وبعد سنة كاملة من اختراق الفيروس لكل الدفاعات بدأ العالم للتو مرحلة الهجوم الخجول المقابل باحتمالات نجاح غير مضمونة وبقلوب منكسرة ودموع لا تكفكف، والمرأة التي توصف بالأقوى بين السيدات انجيلا ميركل اقتربت من البكاء في خطاب عاطفي امام شعبها بعد أن وصل عدد الوفيات في المانيا الى نحو 600 شخص في يوم واحد وتوسلتهم للالتزام بقواعد التباعد، أما الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي استهان بالكمامة وهزمته، فيحاول في ايامه الاخيرة اطلاق لقاح مضاد بعد وفاة نحو 300 الف اميركي، بينما يشكل تحالف روسي بريطاني فريقاً مشتركاً لانتاج لقاح (قد) يؤدي المزج بين اللقاحين إلى استجابة مناعية أفضل، اما الدول الصغرى ودول (العالم التالف)التي تدعو ربها ليل نهار لتدمير الغرب، فتدعو ربها هذه الايام لتمكينه وتوفيقه لانتاج اللقاح المضاد لما فيه خير الانسانية ولتسهيل أمرهم لتقديم آخر الاكتشافات للبشرية وأن يسهل امورنا باكتشاف أجمل صوت (ونبرم لهم برمة رجل واحد)، غير ان الصين التي لا يعلم إلا الله سرها فتعلن في آخر بياناتها عن اصابة 13 مواطنا فقط وجميعهم من الوافدين وهي حصيلة تعادل خسائرنا المنظورة بحادث سير واحد في طرقنا الخارجية بين المحافظات او خسائر مشاجرة بسيطة بين عشيرتين في ليلة واحدة، والصين هي الدولة التي نبع منها الفيروس وعبر سورها ونورها الى كل العالم في ظروف، مازالت غامضة مثل غموض الفيروس الذي لا نعرف حتى الآن ما هو بالضبط وكيف ولد وترعرع وانتشر ولماذا يقتل الرياضيين والشباب وينجو منه العديد من الشيوخ الطاعنين في السن، ولا تظهر اعراضه على نسبة كبيرة من المصابين، فيعيشون بين الناس ويخالطونهم في الاسواق والملاعب والمعارض ووسائل النقل العام وحفلات الاعراس والمآتم أي ( الفواتح ) التي عادت الى ما كانت عليه قبل الجائحة والى مستوى وصف الشاعر الراحل اسماعيل كاظم الگاطع ( فراش الفاتحة لو شفته ملموم بنص گلوبنا تلگه الچوادر).
سنة كاملة والعالم يترنح تحت قسوة عدو رهيب لا يرى بالعين المجردة وليست له ارض لتقصف ولا اقتصاد ليحاصر ولا ذراع لتلوى ولا رجل لتكسر ولا رأس ليقطع، ولذلك نحن اصحاب نظرية ( خليهه على الله وين متصير ..) لا نهتم ولا نلتزم كثيرا بإجراءات الوقاية والتباعد وجبالنا لا تهزها الريح، ولهذا السبب تعادلنا مع الصين البلد الذي يبلغ عدد سكانه ملياراً ونصف المليار انسان ( 13 كل ) مع عدد اصاباتنا في سيارة واحدة نوع كوستر حمولة 24 راكباً، وتطالبون بمعجزة.