القلق والشجاعة لهروب يائس اجتمعا في صورة

الصفحة الاخيرة 2020/12/14
...

 تيم آدامز
 ترجمة: ليندا أدور
 
 
 
في العام 2016، خلال وجوده في العراق، كان المصور باولو بيليغرين، شاهداً على نزوح سكان قرية بأكملها هرباً من "داعش"، من بينهم كانت الفتاة التي تظهر في الصورة. 
سبق لبيليغرين أن كان في العراق اثناء الغزو الأميركي في العام 2003، وعاد اليه في العام 2016، بصحبة الصحفي جيمس فيريني، من صحيفة نيويورك تايمز، ليرافقا كتيبة جنود مبعثرة من البيشمركة الكردية أثناء تقدمها للمشاركة في معركة استعادة الموصل، التي كانت تحت سيطرة داعش، مع وصولهم مشارف المدينة من جانبها الشرقي، فوجئوا برؤية مشهد لقرية يرتحل اهلها عنها، بعد أُن أخطرَ ساكنوها بأن السادسة من صباح اليوم التالي هي الساعة التي سيتم فيها اعتقالهم من قبل مسلحي داعش ومن ثم اقتيادهم الى الموصل، اذ يخشون أن يصبحوا دروعا بشرية لمواجهة القصف الأميركي.
حمل سكان قرية "باهارباك" جدات وأطفالا وأواني ودلاء وخرافاً ودجاجاً"، آملين أن يجدوا ملجأً خلف الخطوط  الكردية قبيل بدء الحصار، تلك الفتاة، بزيها الايزيدي كانت من بين القرويين الذين صوّرهم بيليغرين في طريق النزوح، وقد جسدت صورته تلك، التي تضمنها معرض لأعماله عبر الانترنت، القلق والشجاعة معاً لذلك الهروب اليائس، تظهر الصورة الفتاة وهي تقف وحيدة، بمشهد يخلو من المعالم باستثناء هيأة مضللة لرجل مسلح يظهر خلف الصورة، وفي حيرة من أمرها بشأن أي طريق عليها أن تسلك.
في الانتظار، كانت السلطات الكردية قد هيأت اسطول حافلات لنقل أهالي "باهارباك" الى مخيم للاجئين، كانت هناك لحظات امتزجت بالدموع جمعت بين كرد فروا من القرية، وقد عادوا اليها الآن للقتال، وأولئك الذين لم يغادروها، استرق فيريني السمع الى ما كان يدور بين الأهالي المصطفين في طابور "حياتنا ضاعت بسبب فوضى داعش هذه"،هذا ما كانت تقوله إحدى النساء لزوجها، مضيفة: "أشعر أن عمري مئة عام، أتمنى أن تذهب "داعش" الى الجحيم، وتتعفن هناك"، فجاء رد زوجها بأربع كلمات فقط، اختصرت المشهد بأكمله: "أنا متعب، متعب جداً".
*صحيفة الغارديان البريطانية