الكتاب الورقي يهزم الالكتروني

الصفحة الاخيرة 2020/12/16
...

زيد الحلّي
عند افتتاح اي معرض للكتاب في الوطن، او البلدان العربية او في العالم، اشعر كم أن الشاعر المتنبي، كان عظيماً وعلى حق حينما شدا بقصيدة طويلة قال فيها: (أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ  وخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ ) .. فمع توالي السنين وكر العقود، نجد أن الكتاب الورقي له القدح المعلى، فما زالت المطابع تضخ الى المجتمع لآلئ من الابداع الفكري، متمثلة في الشعر والرواية والنقد وغير ذلك من فروع الادب،  آلاف الكتب بطبعات متنوعة، والزائر لمعارض الكتب يستشعر مكانة واهمية الكتاب الورقي من خلال الاقبال الجماهيري على اقتنائه بمختلف عناوينه.
 امس، كنتُ في زيارة الى معرض العراق الدولي للكتاب 
الذي اقيم على ارض معرض بغداد الدولي، وقد تضاعفت فرحتي حين وجدتُ الكثير من  المواطنين يقبلون على شراء الكتب، و ايضا عندما لاحظتُ أن الشابات والشباب يمعنون النظر في عناوين الكتب المعروضة، ويستفهمون عن مضامينها من خلال تصفحهم السريع لها، قبل أن يقتنوها بحب ورغبة معرفية، فالقراءة هي نافذة للعقل على مناحي الحياة، والشخص القارئ إنسان عالم بماضيه وحاضره، وأمين على مستقبله وكلّما ازدادت رغبة القراءة لدى الفرد نمت أفكاره وزادت مدارك عقله و تألقت آفاق رؤاه .
إن اتساع رقعة افتتاح معارض الكتاب دلالة على أهمية الكتاب كرافد مهم للثقافة والابداع والحياة أيضاً، وعودة إلى الكتب الورقية، بعد أن سادت  ثقافة “الانترنت” التي على أهميتها لم تقدر أن تلغي الكتاب المطبوع، من خلال تصفحه باليد، وقراءته صفحة صفحة، وما زال الشطر الاعم من المجتمع، يرغبون بقراءة الكتاب الورقي، بالرغم من سيطرة التكنولوجيا، فالناس يحبون الكتب الورقية، ليس لأنهم متعلقون بطقس قديم ممتلئ بالحنين، لكن الطبيعة المادية للكتاب لها انعكاسات أعمق على القراءة والفهم.
وشخصياً سألت احد الشباب، اثناء مشاهدتي له وهو يشتري كتابا من المعرض، عن أيهما يفضل .. الكتاب الورقي أم الرقمي، فكان جوابه :  الكتاب الورقي طبعاً، لأنه يمكنني قراءته قراءة نقدية، وتدوين الملاحظات، أما الكتاب الالكتروني فإن قراءته سريعة، لا تساعد على تثبيت المعلومة في الذهن ! 
بكلمة مقتضبة اقول : ان الكتاب الورقي هو سيد القراءات، اذ يوفر متعة قرائية، يفتقدها الكتاب الالكتروني !.