في امسية بغدادية ماطرة، اكتظت قاعة الندوات في معرض العراق للكتاب امس الأول، بالحضور المتميز خلال ندوة نظمتها مؤسسة المدى للثقافة والفنون، كرست للحديث عن شجون المسرح العراقي وكيفية النهوض به، ادارت الندوة الفنانة انعام عبد المجيد بحضور قامات المسرح، د.جواد الأسدي، القديرة هند كامل، د.ليلى محمد، الفنان محمود ابو العباس.

 المخرج والكاتب جواد الاسدي، اشار الى أن «الحديث عن المسرح يشعره بنوع من الخيبة والكآبة، ليس في المسرح العراقي بل حتى المسرح العربي”، مبيناً أن” المسرح كان يعيش في فترة الستينيات درجة من الاشتباك الملاحظ  بين الجمهور والنص، وكان الوعي يختلف عن اليوم، كما كنا نلمسه ايام المسرح الحديث والمسرح الشعبي والمسرح القومي»، لافتاً الى وجود فرق كبير بين الامس واليوم، فهناك مساحة من الاختلال الخطير جداً بين تلك الايام، عندما كان الجمهور يزحف بشكل هائل من بغداد.

والمحت د. ليلى محمد، ان «المسرح يمر اليوم بمرحلة تغيير مفاهيم وخلخلة في الوضع العام، فليس في الستينيات فقط كانت علاقة الجمهور مع المسرح متواصلة وقوية، بل حتى في الثمانينيات كان يقف الجمهور ساعات طويلة عند شراء التذاكر».

مضيفة ان «اعادة المسرح بعلاقته مع الجمهور، تحتاج الى اعادة بناء الوعي، حتى في المدارس ولدى الصغار من خلال النشاطات الفنية المسرحية التي كنا نمارسها نحن في تلك الفترة، والتي حفزت لدينا الحس المسرحي». وكشفت الفنانة هند كامل أن «العالم يمر بالعديد من المتغيرات، خصوصاً ما نعيشه اليوم من متغير صحي، يربك الوضع عموماً، اما بما يخص المسرح الجاد او الشعبي فلا توجد مشكلة بعلاقتهما مع الجمهور، خصوصا ان كانت قيمة وجيدة» مضيفة ان  «الثقافة استثمار، فلا يوجد ضرر، من أن الفنان الذي يجتهد في الاشتغال على ثقافته ورسالته الفنية أن يستثمرها بشكل ربحي، وبهذا المورد سوف يستطيع الاستمرار في تقديم نتاجه المسرحي والثقافي بشكل مستمر للجمهور».

الفنان محمود ابو العباس، افصح عن أن «العراق مر بتجارب قاسية جداً، بدءاً من ادلجة المسرح في العهد الشمولي، وصولا الى الكم الكبير الذي تعاني منه بعض المؤسسات الفنية واشتراطاتها، فضلاً عن وجود خلل في المنظومة التدريسية باهدائها وتكريمها شهادة الماجستير والدكتوراه بكثرة دون الاستناد الى منهاج ومضمون فعلي اكاديمي للشخص»، مبيناً  «هنالك شهادات كثيرة ولكن المسرحيات قليلة، وهنالك مؤسسات فنية عديدة ولكن ليس هنالك مسرح».