معركة الرأي العام

آراء 2020/12/16
...

 حسين الذكر 
المصالح المادية تطغى على العالم ومعالمها بما يمكن تتبعه عبر مسار التاريخ، فعلى سبيل المثال لا الحصر لم يأت الاسكندر المقدوني الى بلاد الرافدين، لغرض دفء الشمس كما ان هولاكو لم يغز الشرق لجمال نسائه
 انها السياسة والسيطرة على مقدرات العالم المادي بكل معناه الموغل في التفاهة والشر وان رفع شعارات وابدل الأقنعة، وحاول السيطرة على القناعات، القناعات بمعنى السيطرة على الراي العام وتوجيهه كما يريد الاخر وتوظيفه بما ينسجم مع اغراضه وأهدافه وتحقيق 
مصالحه. 
وقد ظهرت وسائل الاتصال والتواصل والاعلام والدعاية وجميع مفرداتها منذ خلق الانسان حتى نهاية امده على هذه الخليقة، اذ تعد اللغة الشفاهية ومخاضاتها من اشارية وحركية ورمزية وصورية، غير ذلك الكثير من مفردات قاموس التبليغ والهيمنة الإعلامية على عقول الناس، عبر تشكيل كل ما ينبغي من انواع التفاهم والتواصل والسيطرة على مستوى حوار الاشخاص - كغريزة طبيعية متأصلة - او ما يخص الجماعة - كحاجة حضارية ملحة - ظلت تدور بفلك التبليغ بالمستجدات وغيرها من شؤون الحياة، هذا ما جعل القوى السياسية تخصص المليارات وتدخل صناعة فن الاعلام بكل اسلحته الظاهرة والخفية لميدان الحرب وتحقيق المصالح بلا رحمة او نخوة او زحمة.
هنا يعد الاعلام الدولي سلاحا فتاكا، بل من اهم الأسلحة في عالم العولمة في ظل هيمنة شبكات التواصل، لأنه يتغلغل في كل مكان ويكتسح الاسرة والانسان ويهيمن ويؤثر في توجيه الرأي العام لخلق قامات وهمية في ذات الوقت الذي يسقط فيه رموزا ومعالم وطنية، فهو سلاح ماض خطير كبقية الاسلحة واستخداماتها المعروفة لقادة الجيوش على سبيل تحقيق الاهداف والمصالح 
الحيوية. 
للأسف فإن هذه الحقيقة وان بدت مرة، كطعم العلقم الا انها تعد طيعة طبيعية في عالم السياسة واذرعها التي اكتسحت ميادين الحياة وملفاتها الرياضية والفنية والسياحية والتراثية، والكثير مما يطلق عليه أدوات الدبلوماسية الناعمة، غير ذلك يعد نفاقا اجتماعيا مهما حاولنا التزويق والتحذلق
 والتمنطق.