قال ملك السويد إن بلاده “فشلت” في إنقاذ الأرواح من خلال نهجها المرن نسبياً تجاه وباء فيروس كورونا.
وأدلى الملك كارل غوستاف بهذه التعليقات، كجزءٍ من عرض تلفزيوني سنوي مع العائلة المالكة.
وشهدت السويد، التي لم تفرض قط إغلاقاً كاملاً، ما يقرب من 350 ألف حالة إصابة وأكثر من 7800 وفاة، أكثر بكثير من جيرانها الإسكندنافيين.
وقال رئيس الحكومة ستيفان لوفين إنه يوافق على تعليقات الملك.
وأبلغ لوفين الصحفيين “بالطبع لا يمكن اعتبار حقيقة أن هذا العدد الكبير من الوفيات أي شيء آخر غير الفشل”.
وفي إشارة إلى ستراتيجية الحكومة، أضاف لوفين أنه “عندما ننتهي من الوباء يمكن استخلاص النتائج الحقيقية”.
وقال الملك في البرنامج “أعتقد أننا فشلنا. لقد مات عدد كبير وهذا أمر مروع”. “لقد عانى شعب السويد جدا في ظروف صعبة. يفكر المرء في جميع أفراد الأسرة الذين صادف أنهم لم يتمكنوا من توديع أفراد أسرهم المتوفين”.
وبدلا من الاعتماد على العقوبات القانونية، راهنت السويد على إحساس المواطنين بالمسؤولية والواجب المدني، واكتفت بإصدار التوصيات من دون أن تكون هناك عقوبات إذا تم تجاهلها.
ولم تفرض السويد أبداً إغلاقاً على مستوى البلاد أو فرضت ارتداء الأقنعة، وظلت الحانات والمطاعم مفتوحة.
ومع ذلك، في وقت سابق من الأسبوع الفائت، طُلب من المدارس في جميع أنحاء منطقة ستوكهولم التحول إلى التعلم عن بعد، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13و15 عاما لأول مرة، في أقرب وقت ممكن. وتم الإعلان عن هذا الإجراء استجابة لارتفاع حالات (كوفيد – 19).
وجاء ذلك بعد أسبوع من قرار وطني في 7 كانون أول، بالانتقال إلى التعلم عن بعد لمن هم فوق 16 عاما.
ودخلت توصيات جديدة بشأن التباعد الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد لفترة عيد الميلاد حيز التنفيذ، يوم الإثنين، لتحل محل المبادئ التوجيهية المماثلة الخاصة بكل منطقة.
ويُنصح السويديون بمقابلة ثمانية أشخاص كحد أقصى، والتجمع في الهواء الطلق إن أمكن، وتجنب السفر بالقطار أو الحافلة. ولا يزال الحظر الرسمي على التجمعات العامة لأكثر من ثمانية أشخاص، مما يؤثر على مناسبات مثل الحفلات الموسيقية والمباريات الرياضية والمظاهرات.
وكان عالم الأوبئة في السويد، أندريس تيغنيل، قد أوضح في تشرين الثاني أن الستراتيجية تعتمد على مجموعة من الإجراءات القانونية والاختيارية. وقال: إن هذا كان، في حالة السويد “المزيج الذي نعتقد حقا أنه الأفضل”.
ووفقا لتقرير رسمي صدر الأسبوع الفائت، فقد فشلت الستراتيجية في جهودها لحماية كبار السن في دور الرعاية، والتي أقرت الحكومة بمسؤوليتها عنها.
وتقول الحكومة إن أكثر من 90 % من الوفيات المرتبطة بكوفيد كانت بين أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 70 عاما، ونحو نصف جميع الوفيات الناجمة عن كوفيد كانت في دور الرعاية.
وقال تيغنيل إن وكالة الصحة العامة السويدية ليست مسؤولة عن توجيه نظام رعاية المسنين، وأضاف أن جميع الجهات المعنية تتحمل المسؤولية في المساعدة في تحسين الوضع للتأكد من عدم إصابة كبار السن بالعدوى.
وقال للإذاعة السويدية، إنه يعتقد أن السويد أصبحت أفضل في حماية كبار السن، وأنه لم ينجح أي بلد بالكامل في هذا المجال، حتى ألمانيا تتعرض لضربة قاسية في الوقت الحالي.
ولدى السويد عدد من الوفيات أكثر من بقية دول الشمال الأوروبي مجتمعة. وقد أدى ذلك إلى انتقادات من جيرانها، النرويج والدنمارك وفنلندا، بأن نهجها الأقل صرامة يعرض تدابيرهم الخاصة للخطر.
كما قال رئيس الوزراء لوفين إنه يشعر أن العديد من الخبراء قد استهان بالموجة الثانية.