(يا جلمة انت).. الأغنية التي رفضها سعدون جابر لولا كوكب حمزة!

الصفحة الاخيرة 2020/12/21
...

عبد الجبار العتابي 
تعد أغنية (يا جلمة انت ) للمطرب سعدون جابر، واحدة من الاغاني الرائعة والمميزة، التي اثارت انتباهي بكلماتها والحانها، فضلا عن الاداء المميز، وطالما كنت اتهجى حروف كلماتها، لكي امسك بخيوطها، التي تحاول الطيران بعيدا، واستطاع الملحن ذياب خليل أن يمنح الكلمات السلاسة، فضلا عن اللمسة، التي اضافها صديقه الملحن نجم مشاري.
 ففي جلسة في بيت الملحن نجم مشاري وقد كان ذياب يستعرض ما لحنه لهذه الاغنية، اخذ نجم مشاري العود من ذياب وقام بتلحين الكوبليه الاخير.
كانت الاغنية تشكل عندي لغزا غريبا، حتى اذا ما التقيت سنة 2002 الشاعر الغنائي جبار النجدي، صاحب الاغنية، حتى وجدتني اشعر بالانشراح وابتسم فرحا وانا اقول (وجدته الضاع مني) . وحكايتها تتمثل في مصادفة لطيفة، يقول جبار النجدي: في العام 1970، كان عمري 17 سنة، وكنت اعمل في استعلامات تلفزيون البصرة، وكنت اكتب الشعر الغنائي، لكنني لم اكن قد تعرفت على اي ملحن، وذات ليلة ذهبت الى خارج البناية، فوجدت الجنود من افراد الحرس المكلف بحماية البناية غير موجودين، فسألت أحدهم، فأجاب: هناك واحد من الجنود عنده (عود) ويعزف لهم في احدى الغرف وهم مستأنسون به، فأتيت الى الغرفة وفعلا، وجدت احد الجنود يحضن العود ويعزف لهم، وبعد ان انتهى سألته: من انت ؟ فقال : انا مطرب وملحن اسمي نجم مشاري، وقال إن صديقه الملحن ذياب خليل، وقال ايضا (تعال.. اعرفك عليه)، فرحبت بالفكرة وذهبنا الى مقهى (الشناشيل) في البصرة فوجدنا الملحن ذياب خليل فتعرفت عليه، وهناك قال: انا لم الحن سوى اغنية واحدة لم اقتنع بها للشاعر نائل الشمري صاحب قصيدة (زغيرة وما تعرف تحب)، ثم قال لي ذياب: اكتب لي اغنية، وبعد ايام كتبت المذهب الذي هو (يا جلمة انت.. وعلى شفافي اضم حرفك/ يا في انت.. الشمس رضيتها تزفك)، واتيت به اليه، فلحنه ذياب واسمعني اياه ونحن نمشي في الشارع وبلا عود، ثم قال لي أكمله، واكملت نص الاغنية واعطيته له. 
ومن ثم تمَّ التعارف بين ذياب- رحمة الله عليه- وسعدون بواسطة الملحن الكبير كوكب حمزة وبحضوري .
وأوضح النجدي: كان حينها الملحن كوكب حمزة مشرفا فنيا في جامعة البصرة وذياب خليل هو احد طلابه الذين يحبهم كثيرا، وعندما سمع اللحن اختار له سعدون جابر الذي رفض في بداية الامر بحجة ان اللحن بصراوي وسعدون كان يغني اقرب الى الريفي او البغدادي، لكن كوكب أصرَّ على أن يغنيها سعدون، فلم يجد سعدون الا ان يقبلها ويغنيها.
وتابع: اذكر اننا سافرنا معا انا وكوكب وذياب بالقطار الى بغداد، كان سعدون بانتظارنا بالمحطة، وأتذكر أن الجو كان باردا جدا، وان كوكب هو من أدخل ذياب على لجنة فحص الاصوات والالحان فاختبر ذياب كملحن ونجح بالاختبار، ومن ثم سجلت الاغنية واطلقت من الاذاعة وكان نجاحها
 مشهودا.