بين التمني والأزمة

آراء 2020/12/22
...

زهير الجبوري
تماشياً مع الأوضاع التي يمرّ بها البلد في الجوانب كافة، اهمها الحالة الوبائية التي تمثل الآن محنة العالم بأجمعه، وليس انتهاءً بالأوضاع السياسية، التي اخذت تشكل حالة لفّ ودوران في موضوعات اصبحت مملة وثقيلة في الشارع العراقي، ومع كل هذه الحالات اصرّت الحياة على استمراريتها، فكانت المؤسسات والناس الكادحة ترسم عبر اصرارها ملامح الحياة من خلال نافذة العمل بجميع أوجهه واختصاصاته، وهذا ما يؤكد ان الانسان يستطيع أن يحافظ على استمراريته وهويته عبر محيطه الوجودي في الحياة.
ما دفعني الى ذلك، قراءتي لبعض التغريدات التي نشرت في صفحات التواصل الاجتماعي من قبل بعض الاساتذة الجامعيين، وكان ابرزها ما نشره استاذ قدير في الجامعة المستنصرية في احد الأقسام الانسانية، حين كتب في صفحته (شعوري لا يوصف وانا اعود لطلبتي واباشر معهم درسي الأكاديمي)، الشعور هنا يكشف عن ثناية التمني الذي تَحَقَقَ والمحنة المسببة في وقوعه، 
ولا أعرف إن كانت الرغبة في المباشرة تنطلق من جانب انساني/ نفسي، أم في رغبة المواصلة داخل الحرم 
الجامعي؟.
هي في الوقت ذاته تعبر عن الرغبة في استمرارية الحياة بكليتها، ولأننا أمام تحدٍ كبير في التخلص من وباء هذا العصر الذي مسّ البشرية جمعاء، فقد اكدت قدرات المؤسسات الحكومية (رغم كلّ الصعاب) استمراريتها في المواصلة، ولعل ذلك يبرهن مدى انتماء الفرد في تعايشه مع هكذا حالات وإن كانت مصيرية، فالتمني لدى كل واحد منا يكشف عن مثالية يصعب تحقيقها في ظل الأوضاع الراهنة، ولكنني اجد من الضروري دراسة هذه المرحلة دراسة علمية من خلال عقد مؤتمر علمي أكاديمي مصغر بحضور ممثلي المؤسسات العلمية، من اساتذة جامعيين وخبراء، يناقشون تداعيات المحنة الوبائية هذه من جوانب اجتماعية وسياسية وبيئية، وانعكاسها على المجتمع وما آلت اليه النتائج، ومن ثم الخروج بتوصيات مدروسة تأخذ على عاتقها تطبيق ما يلزم تطبيقه، وهي مسألة طبيعية ازاء ما مررنا به في موسم كامل.