نساء داعش.. من أحضان التنظيم إلى حضن الوطن..!

اسرة ومجتمع 2019/01/27
...

ميادة سفر
 
أصدر تنظيم داعش الإرهابي في بداية تشكيله بياناً حدد فيه دور النساء في التنظيم, جاء فيه تحديد السن الشرعي لزواج الفتيات من مقاتليه بتسع سنوات, وأن على المرأة البقاء في المنزل للقيام بدورها كزوجة وأم “للمجاهدين” الإرهابيين, إلا أن هذا الوضع بدأ يتطور مع الوقت من خلال تشكيل كتائب نسائية مثل “كتيبة الخنساء”, وإسهام النساء في تجنيد مقاتلين جدد للانضمام للتنظيم الإرهابي, فضلاً عن دورهن كأمهات بتغذية الفكر المتطرف لدى أولادهن, والترويج لداعش عبر شبكة الأنترنت.
لكن مع بدء انهيار التنظيم وخسائره الميدانية في كل من سوريا والعراق, تغير الدور الذي أعطي للنساء ليتحول إلى دور قتالي, من خلال تدريبهن على السلاح وكيفية التعامل مع المتفجرات, وهو ما أشارت إليه صحيفة الأندبندنت البريطانية في تقرير نشر في تشرين الأول من العام الماضي, من أن تنظيم داعش دعا “لأول مرة” النساء لشن هجمات إرهابية.
بدأ انضمام النساء إلى التنظيمات الإرهابية بشكل كبير, بعد الفتوى التي أطلقها الداعية السعودي محمد العريفي في آذار من العام 2013 بما بات يعرف “جهاد النكاح”, وقد كشفت دراسة أن حوالي ربع الأجانب الذين كانوا يعيشون في ظل تنظيم داعش كانوا من النساء والأطفال, وأن هؤلاء سيشكلون تهديداً أمنياً لدى عودتهم إلى ديارهم.
فيما أشارت مديرة المركز الدولي لدراسات التطرف في لندن أن: “النساء والقاصرات يستعدنَّ للعب دور مهم في تنفيذ أيديولوجية التنظيم الآن بعد سقوط الخلافة, لذلك يجب على الحكومات أن تدرك أن هذه الجماعات تحتاج لاستجابات فريدة خاصة بها”.  
لقد أسهمت نساء داعش بدور كبير لا يستهان به خلال سيطرة التنظيم الإرهابي على مناطق في سوريا والعراق, ولا تزال كثيرات منهن يساعدن في العمليات الإرهابية, وفي بعض الأحيان عمليات التفجير بأحزمة ناسفة في عدد من البلدان, بالرغم من ذلك يقوم البعض بنعتهن بالضحايا, متجاهلين الأعمال الإجرامية التي قمن بها.
إننا اليوم ونحن نطوي الصفحات الأخيرة من الحرب التي دمرت بلداننا, لا يجوز أن نتجاهل التأثير الفكري الذي تركته التنظيمات الإرهابية لدى الكثيرين رجالاً ونساءً وأطفالاً, وعلينا التنبه إلى خطره لاسيما لدى النسوة العائدات من أحضان التنظيم, وهو ما تجاهر به كثيرات من أنهن يردن لأطفالهن أن يكبروا ليكونوا شهداء في سبيل دولة الخلافة, هذا الفكر سيشكل خطراً كبيراً يغزو مجتمعاتنا إن لم تتم معالجته بالشكل 
الصحيح.