صناعة الجلود مهنة تكافح من أجل البقاء

الصفحة الاخيرة 2020/12/23
...

 بغداد: رشا عباس

 
 
يرجع عبد الكريم "ابو سامر" بذكرياته الى حقبة اجداده عندما كانوا يتعاملون بجلود الحيوانات وانواعها المرغوبة وغير المرغوبة، التي من خلالها عجت اركان البيت بالحاجات المصنوعة من تلك الجلود، اذ نشأ عبد الكريم في تلك المهنة وعمل على تطويرها بالمكائن والمعدات حسب الطلب وحاجة السوق المحلية.
يقول عبد الكريم  لـ"الصباح" :" منذ سنوات وانا في تلك الحرفة، بالرغم من تخرجي وحصولي على فرص عمل في دوائر الدولة، لكن عشقي لهذه المهنة جعلني ارفض الخروج من منطقة اجدادي "الشواكة" وترك عملهم الذي فيه انفاسهم وحكاياتهم الجميلة".
واضاف : "بمرور الوقت توارث اولادي واحفادي تلك المهنة وسعوا جاهدين لتطويرها حسب متطلبات العصر المتمثلة بنقش الاسماء والحروف والآيات القرآنية، فضلاً عن الرسومات والاحاديث والاشعار بواسطة مكائن ومعدات مواكبة للسوق".
المناسبات والاعياد كعيد الام والمعلم وغيرها، هي المفتاح الذي يعمل عليه عبد الكريم واولاده، بنقش الحقائب اليدوية وصناعة الاحزمة وحاجات اخرى ليواظب المواطن على استعمالها، مجيباً عن تساؤلات عدة، من ضمنها تراجع بيع الجلود المحلية مقارنة بالمستوردة التي اخذت تغزو اسواقنا وتجعل بضاعتنا محط انظار، مشيراً الى أن عدم وصول الخبراء الى منطقة انتاج الجلود ودباغتها وحصر ذلك بيد اهل المنطقة غير المهتمين، هو ما جعل تلك المهنة تتراجع وتقاوم من اجل البقاء، مطالباً الجهات المعنية بدعم المنتج المحلي وفتح مشاريع لانتاجه، وجعله يأخذ مكانته بين السلع الأخرى المطروحة من قبل الدول، فهو لا يقل اهمية عنها، ليكون في النهاية معبراً عن الهوية الوطنية من جهة، ويساعد في القضاء على البطالة بين الشباب من ناحية اخرى.  
وختم عبد الكريم حديثه بالإشارة الى ركن خاص من الحاجات المصنوعة من الجلود، التي نقشت عليها الآثار العراقية التي هدمت على يد عصابات "داعش" الارهابية، لتكون هدية 
مقدمة الى السياح الاجانب، يتعرفون من خلالها على تراث حضاري يثبت أن العراقي لا يهدم حضارته التاريخية الشامخة.