ماري الدموية

منصة 2021/01/17
...

 لانا عبد الستار
صديقتي ماري القديمة.. تعرفها أنت.. أصبحت دمويَّة بشكل غريب.. تحب أفلام الرعب التي تكثر بها الدماء وتقنعني أنْ أحضر معها هذا النوع الذي أمقته من الأفلام.. تقول لي إنَّ ذوقي في الأفلام بات مملاً وإنَّ فيلم جسور مقاطعة ماديسون الذي حضرته عشرات المرات عتيق وعليه الكثير من الغبار. كلما غادرتني أنت انتهزت ماري الفرصة لغيابك وتعرف أنني في حالة من اللا طاقة فتصر أنْ تشحن طاقتي بأفكار غريبة منها مشاهدة هذه الأفلام الدمويَّة. تصر ماري أنْ تقنعني بشرب عصير غريب أعتقد أنه من ابتداعها أراها تعصر طماطم وتضع عليه ملحاً وفلفلاً أسود وصلصة تباسكو، حاولت تذوقه معها، لم أستسغه، كنت أفضل أنْ أشرب الحليب الساخن مع الزنجبيل وأقضم معه حبات القرشلة بينما تحتسي ماري مشروبها الغريب وتضحك مني أنني لا زلت أشرب الحليب كاطفال الـ kg1.
عندما تكون أنت هنا تنقطع ماري تماماً عني ولا أعلم كيف تعرف بمغادرتك فتظهر في اليوم ذاته الذي تغادرني به، تحمل معها كل الأفكار الغريبة وكأنها خطة إلهية لانتشالي من الحزن العميق الذي يهوي بي إلى مناطق غير مأهولة روحياً وأنت تبتعد عني.
تصر ماري أنَّ مصاصي الدماء موجودون حقاً في الحياة وأنَّ الفكرة ليست خياليَّة مطلقاً وأنهم يتواجدون حولنا، الجرسون الذي يربط شعره جديلة تنسدل على ظهره في كافيه كهرمان والشاب المخنث الذي يبيع في محل تشارلز اند كيث والفتاة ذات الشعر الأشقر القصير والأقراط المتعددة التي تناولنا كيكة الفيلفيت، كل هؤلاء ماري مصرة أنهم يتحولون لمصاصي دماء كل ليلة. 
أفكار ماري الدمويَّة تأتي في فترة غيابك كإنقاذ إلهي درامي لجعلي مشحونة بطاقة لأستطيع العيش وأحتمل الأيام وأنا أنتظرك لتعود لي مجدداً... شكراً ماري الدمويَّة.