في ظل الفوضى الاعلانية العارمة والكم الهائل من الشائعات التي يتم نشرها في كل دقيقة وثانية على صفحات التواصل الاجتماعي ومختلف القنوات الفضائية وحتى لدى راكبي باصات النقل، لفت نظري الانتشار السريع لملصقات تدعو للعنف، مفادها «Do not touch my car” تراها على خلفية اغلب السيارات مع خطوط مرسومة تظهر شخصاً يمسك عصا او مسدساً وامامه شخص راكع ينتظر اعدامه، لأنه قام بلمس
سيارته!.
الغريب في الامر ملاحظتي ان مديرية المرور و الاجهزة الأمنية، لم تنتبها لهذه الملصقات التي تدعو بكل جرأة وصلافة للقتل لسبب تافه.
وهنا تذكرت موضوع الاعلانات الخفية او المموهة ومدى تأثيرها في العقل اللاواعي، فكيف باعلانات ظاهرة تراها العين ليلا ونهارا، بالطبع سيتشبع بها العقل وبالتأكيد سيعطي الايعازات اللازمة لأي سائق لاستخدام يده وعصاه وسلاحه ضد اي سائق آخر قد يرتكب هذه الكبيرة، ويخطئ بلمس سيارته او مضايقته على
الطريق.
من هنا يجب على مديرية المرور العامة تضمين قانونها الجديد، بمنع اي ملصقات تدعو للعنف او تخدش الحياء وتخالف الذوق
العام.
وكذلك على الاجهزة الامنية المختلفة أن تكون اكثر وعياً لما يخطط لنا من شر، لأننا وهذا ما أومن به نقاتل شياطين خفية تتخذ كل لحظة هيئة جديدة وتلبس زيا مختلفا، لتدعونا لقتل انفسنا وتخريب
بلادنا.