جائحة تنشر الموت والألم والدموع

منصة 2021/01/23
...

 باريس: أ ف ب
تنشر جائحة (كوفيد - 19) الحزن واليأس والدموع والبطالة حيثما حلّت، إذ لا تكتفي بحصد الأرواح مع وصول عدد الوفيات إلى مليونين في سنة، بل تشل أيضاً الحياة الاقتصادية.
لكن حملات التلقيح تحمل الأمل للشعوب التي تكافح حول العالم للاستمرار رغم الوباء، وهو ما يتجلى في صور وشهادات جمعها مراسلو وكالة فرانس برس.
يقول يورغ شالداخ مدير مركز إحراق الجثث في مايسن بشرق ألمانيا «نتلقى في الوقت الراهن أربعمئة (نعش) في أسبوع لحرقها»، وهو ضعف العدد الاعتيادي في الشتاء.
ويضيف «إلى كل الذين ينكرون حقيقة فيروس كورونا المستجد، تعالوا وساعدونا على نقل النعوش.. حملنا 750 طنا من الموتى».
«كان السبت أسوأ يوم» بحسب روبرتو فريتاس (32 عاما) في ماناوس في منطقة الأمازون البرازيلية. 
وروى «قال لي موظف بلديّ إن الأكسجين لن يصل في الوقت المناسب وإن بإمكاني منذ الآن إحضار شاحنة تبريد لجمع الجثث، الدموع هي كل ما تبقى».
يقول يويشيرو عامل البناء البالغ 46 عاما «لم يعد هناك عمل.
لا شي!» مضيفا «في اليابان، لا تتكلم وسائل الإعلام في غالب الأحيان عن المسألة، لكن العديدين ينامون في محطات القطارات وفي علب كرتون.
بعضهم يقضي من الجوع».
تقول كاري ماغواير الممرضة المشرفة على الرعاية التلطيفية في منطقة أبل فالي الريفية «هذه بالتأكيد أحلك محطة في حياتي المهنية بكاملها، لا شكّ في ذلك».
وتضيف «الأمر هائل، عدد القتلى يفوق كل ما عرفته في السابق».
تشكو فانيسا أرياس الممرضة في قسم العناية المركزة «الوضع شاق، نحن بشر ونفعل أقصى ما بوسعنا. 
لكننا رأينا عددا لا يحصى من الموتى في الأسابيع الأخيرة، إننا في عين الأعصار».
تقول كاندي بويد صاحبة دار لدفن الموتى بحزن «اضطررت في نهاية الأسبوع الماضي إلى رفض طلبات 16 عائلة لم يكن بوسعي تنظيم جنازة لها.
وكأنني أضع جميع الأسماء في قبّعة وأسحب من بينها اسم بالقرعة».
وتخلص «الوضع يخرج عن السيطرة».
يوضح أنجيل زونيغا منسق الصليب الأحمر في تولوكا في إحدى ضواحي مكسيكو «هنا، للحصول على سرير، لا بد من الانتظار حتى يتوفّى أحد أو يغادر... الأمر صعب، لكن هذا هو الواقع».
يؤكد كسيونغ ليانشنغ (66 عاما) «ووهان هي الآن المدينة الأكثر أمانا في الصين، لا بل في العالم».
يقول سنجاي شارما (50 عاما) وهو يشارك في مهرجان كومبه ميلا للهندوس، أضخم مهرجان ديني في العالم، «الهند ليست مثل أوروبا في ما يتعلق بالمناعة، إننا أفضل حالا.
من المحزن فعلا أن نرى الناس يتفادون المجيء إلى كومبه ميلا بالأعداد التي كنا نراها من قبل، خشية إنفلونزا بسيطة أو سعال»، ويتابع «أكبر حقيقة على الأرض هي الموت.
فما الجدوى إن عشنا في الخوف؟».
«هذا كل ما كان متبقيا لنا: احترام موتانا.
وحكومتنا العديمة الإحساس والتي تفتقر إلى أدنى حسّ بواقعنا، تنتزع ذلك منا».
بتلك الكلمات يعبر رجل ثلاثيني عن معاناته بعدما دفن والده في مراسم سريعة لم تستغرق سوى بضع دقائق.
«الأمر مؤلم. عجزوا عن اتخاذ أبسط التدابير لمنع انتشار الوباء، والآن يعاقبوننا على فشلهم».