جنبلاط ينصح الحريري بالاعتكاف

الرياضة 2021/01/24
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
 
ما من موعد محدد حتى الآن للقاء الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وبالرغم من ان الأجواء في الصالونات السياسية والإعلامية تشي بأن قاطرة التشكيل نفضت عن ماكنتها جليد الجمود الذي غطاها منذ عدة أسابيع وأن المسار سيجد طريقه للحلحلة مع وصول الإدارة الجديدة للبيت الأبيض والتخلص من هراوة العقوبات التي سلطتها إدارة الرئيس السابق ترامب، فان المسار الحكومي لم يشهد خرقاً جدياً حتى الساعة. 
والسؤال هو من يبدأ الخطوة التالية أولاً. من يبادر الى الاتصال بالآخر عون أم الحريري؟. رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب أعلن أن ثمة لقاء قريب بين الرجلين ومصادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تفيد بأن غبطته سيرعى ذلك اللقاء في الصرح البطريركي والجميع ينتظر ويتطلع الى ما ستسفر عنه الساعات الأخيرة من جهود تسعى لضخ الأوكسجين في أوصال المبادرة الفرنسية.
غير أن رئيس ​الحزب التقدمي الاشتراكي​ ​وليد جنبلاط​، ذهب في اتجاه آخر ضاغطاً على عصب حساس ومقللاً من المعلومات التي تتحدث مصالحة قريبة بين عون والحريري، بقوله : أننا «أفشلنا المبادرة الفرنسية نتيجة الحسابات الداخلية، والتسوية تعني إمكانية المصالحة بين رئيس ​الحكومة​ المكلف ​سعد الحريري​ و​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ومن خلفه رئيس ​التيار الوطني الحر​ ​جبران باسيل​، والأمر لا يحتاج الى عناد، والحريري
 أهين من موقعه بالفيديو المسرب للرئيس عون، فليقولوا ان سعد الحريري مرفوض ليبنى على الشيء مقتضاه»، وأضاف: «أنصح الحريري بالاعتكاف ونصيحتي غير ملزمة والقرار يعود له وعلاقتي مع العهد ليست جيدة «لا أنا بحبهم ولا هني بحبوني».
وتحدث حنبلاط عن غرف سوداء لإدارة البلد تتحكم في المفاصل الحيوية، معتبراً أن «هناك غرفا سوداء، هناك سليم جريصاتي والمدام عون، غرف معزولة، هم الذين يحكمون ويتحكمون بالقضاء وهناك غرف غريبة عجيبة؟».، مستشار الرئيس اللبناني سليم جريصاني رد في تغريدة له على حنبلاط مستثمراً ذكرى تسنم عون مقاليد الرئاسة في لبنان بقوله: «مر ثلثان من ولاية الرئيس، وإن كان الزمن الموروث أو المستجد أن يغدر بنا، فوجود العماد عون في سدة الرئاسة يقينا النزع الأخير الذي ينذر به قوم الشؤم». 
أما النائب عن التيار الوطني الحر ​إدي معلوف​ فطالب الحريري بـ»مصارحة اللبنانيين بشأن نظرته حيال التشكيل، فالبلد لا يتحمّل الانتظار بعد»، ولفت الى «أننا نعيش في وضع ضاغط جداً منذ ثلاثة أشهر، ومن حق الشعب اللبناني والقوى السياسية أن تسمع توضيحاً لما يتردد عن التأليف الحكومي، وجزء من الوضع الاقتصادي الراهن مرتبط بالسياسات السابقة، واوضح ان رئيس الجمهورية بحسب الدستور شريك أساسي في التأليف الحكومي وله رأيه في التشكيلة الحكومية بأكملها». 
في هذه الأثناء، تساءل الباحث اللبناني عباس غصن «عن أي أجواء إيجابية نتحدث ونحن نسمع يومياً سجالات التنابز الإعلامي بين الطرفين»، ويضيف غصن لـ «الصباح»: «كما أن باريس كما يبدو لم تعد بالحماسة التي كنا نراها من قبل ويبدو إننا لا نجيد كيف نخرج من الدوامة التي وضعنا أنفسنا فيها».
الى ذلك، تفيد الأوساط المقربة من «بكركي» أمس السبت، بأن «البطريرك سيعاود اتصالاته من أجل إنضاج ظروف اللقاء بين الرئيسين عون والحريري للانطلاق بجهد حقيقي لمعالجة جميع المسائل العالقة»، داعية جميع الأطراف الى تقديم مصلحة البلاد على المصالح الفئوية والحزبية فالوضع في لبنان صعب جداً.