لفترة طويلة ظلت المناهج الدراسية في المراحل الدراسية الابتدائية والمتوسطة والجامعة تؤكد على خطاب سياسي ايدولوجي واحد يمجد النظام السابق،ويضفي عليه هالة كبيرة، اضافة الى عسكرة الوعي والحياة بأتجاه التوجهات السياسية للنظام واهدافه السياسية والعسكرية، مما جعل الطلبة في المدارس الابتدائية وما بعدها تعيش اجواء العسكرة مع التأكيد على تحبيب السلاح لهم من خلال الانخراط في ايام العطلة بمنظمات شبه عسكرية، تغذي فيهم روح القتال وسفك الدماء والتضحية من اجل النظام. هذه المرحلة الخطيرة اخذت طريقها عند الاطفال والفتية حتى بعد عام2003. لذلك وجدت صعوبة كبيرة في تغيير المناهج والغاء القيم العسكرية ودفع الطلبة الى الدرس الخالي من العسكرة،ويتصف بالجمال والبحث عن القيم الانسانية بعيدا عن القتال والتدريب العسكري.لذلك صار اشاعة توجهات قيمية جديدة،يقتضي الحال التركيز على انتقاء الاساليب المناسبة التي يتم عبرها بث هذه التوجهات. ومن اهم تلك السبل الواجب اتباعها -يقول الدكتور”محمود شمال حسن”في كتابه القيم”التوجهات القيمية للطفل العراقي”:- من اهم الطرق الواجب اتباعها في تغيير ذلك هي الكتب المدرسية.فيجب ان تكون فاعلة ومؤثرة في المتعلمين، لكي تتمكن من اتمام عملية التشكيل السلوكي،ولكي تنجح في ذلك،لابد ان تعكس التوجهات الجديدة للمجتمع العراقي، عبر بث الاصناف القيمية التي تؤكد الاتجاه الجماعي في العمل بدلا من اعتماد التوجه الفردي وتمجيد الحاكم.
وكذلك طرح مفاهيم الاندماج بين الفئات الاجتماعية من الطوائف
والاديان.
ويضيف د.حسن:- كذلك يمكن استخدام الموعظة والارشاد الديني للتأثير في سلوك الافرادوتشكيل اتجاهاتهم القيمية، ودعوتهم للدفاع عن الوحدة الوطنية والدعوة للتماسك الاجتماعي ونبذ التفرقة
الطائفية. كما يمكن استخدام وسائل الاتصال الجمعية في نشر القيم الجديدة والدفاع عنها،عبر اكثر من وسيلة اتصال مثل الاذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح.وهي وسائل اعلامية مهمة في عملية التغيير وغرس القيم الجديدة.
ويجب هنا الانتباه جيدا ومراعاة اسس المخاطبة عبر هذه الوسائل.وهنا يشير الدكتور حسن الى مراعاة تحديد الخصائص المتعلقة بالمرسل.فمثلا مرسل الرسالة الاعلامية الى جمهور الاطفال يختلف تماما عن مرسل الرسالة الى جمهور من الراشدين.
لان الاطفال لايهتمون بمصداقية الرسائل ولاتهمهم ثقتهم به،لكنهم يهتمون ان تكون الرسالة جذابة وممتعة وبسيطة،وقادرة على اقناع الطفل بطروحاتها.والا سيغادرها الطفل اذا لم يقتنع او لم تستطع جذبه. كما يجب علينا تحديد الخصائص المرتبطة بالرسالة الاتصالية.اي يجب ان تشتمل على مفردات لغوية بسيطة ومألوفة ومعززة بالصورة.
كما بفضل ان تكون الجمل المستخدمة قصيرة وبسيطة والابتعاد عن التطويل حتى يفهمها الطفل بسرعة ولايملها.كما يجب مراعاة طريقة تناول المعلومة،كأن تكون بسيطة ومفهومة وغير معقدة ومعززة بالصورة.وكلما كانت المعلومات قليلة كلما سهل فهمها من الاطفال.لان المعلومات الكثيرة في الدرس الواحد تخلق خلطا واشتباها عند الطفل لاسيما في المراحل الابتدائية. ان اتباع هذه الارشادات كفيل بخلق طفل واع قادر على التطور والاسهام في عملية البناء
مستقبلا.