يوما بعد آخر تتفاقم الازمات على من فرقتهم الحروب فبعدما كان الموت غرقا نتيجة الهجرة غير الشرعية هربا من الحرب، الى الموت من البرد القارس الذي الم بمخيمات النازحين، كشفت منظمة الصحة العالمية عن وفاة ما يزيد على 29 من الاطفال بينهم رضع بسبب البرد.
وفي تحرك فوري لانقاذ ما تبقى من النازحين، ذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، امس الجمعة أنها طلبت من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تخصيص موقع على الطريق إلى مخيم الهول، يمكن فيه تقديم مساعدات للمدنيين، الذين يفرون إلى المخيم في أجواء شديدة البرودة هربا من المعارك.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أفادت، بأن هناك تقارير عن وفاة ما لا يقل عن 29 من الأطفال وحديثي الولادة في مخيم الهول المكتظ بالنازحين بشمال شرق سوريا خلال الأسابيع الثمانية الماضية، أغلبهم نتيجة الانخفاض الحاد في درجة حرارة الجسم والتعرض للبرودة.
ودعت المنظمة إلى الدخول لمخيم الهول من دون عوائق، وقالت: إن الوضع أصبح «خطيرا» بالنسبة إلى 33 ألف شخص يعيشون في برد قارس من دون خيام أو أغطية
أو تدفئة.
وذكر المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أندريه ماهيسيتش «توفير ممر آمن للمدنيين أمر بالغ الأهمية ويجب ضمانه».
وأضاف «تقدم مساعدات ضئيلة هذا إن قدمت على الطريق لأولئك الذين يكابدون الجوع والبرد، وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال».
وقالت المنظمة في بيان لها: إن «نحو 23 ألف شخص وصلوا إلى المخيم خلال تلك الفترة، مما زاد من عدد سكانه بشكل كبير».
من جهتها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إليزابيث هوف، في بيان: إن «الوضع في مخيم الهول محزن، يموت أطفال من انخفاض درجات الحرارة مع فرار عائلاتهم سعيا للأمان».
ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إلى الدخول للمخيم من دون عوائق، وأضافت: «كثير من النازحين ساروا لأيام أو تنقلوا على متن شاحنات مفتوحة ووصلوا وهم يعانون من سوء التغذية والإرهاق بعد سنوات عاشوها في ظروف بائسة بسبب ويلات الارهاب الداعشي «الآلاف من الوافدين الجدد اضطروا لقضاء عدة ليال في مناطق الاستقبال والفحص في المخيم من دون خيام أو أغطية أو وسائل تدفئة».
وأشارت المنظمة إلى أن عدة فرق تدعمها تعمل على مدار الساعة في المخيم لفحص الوافدين الجدد والمساعدة في عمليات التطعيم وإحالة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية إلى مستشفى في مدينة
الحسكة.
وناشدت الصحة العالمية جميع الأطراف، بإفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ أرواح الآلاف، من دون عوائق.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قد أعلنت بداية الشهر الماضي وفاة 15 طفلا في مخيم الركبان الواقع في جنوب شرق سوريا قرب الحدود مع الأردن، وسط شح في المساعدات الإنسانية.
وتعيش سوريا مع الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان، درجات حرارة منخفضة منذ تعرضها لعواصف ثلجية، وأدت تلك العواصف إلى أضرار فادحة بمخيمات النازحين في عرسال على الحدود اللبنانية السورية، حيث غرقت المخيمات بمياه السيول وتحطمت الخيم من جراء العواصف.
قرار جمهوري
وبشأن التواجد الاميركي في سوريا فاجأ مجلس الشيوخ الاميركي الرئيس دونالد ترامب اذ أيدت أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ التعديل الذي طرحه السيناتور ميتش ماكونيل، والذي يتحدى خطط ترامب للانسحاب من سوريا وأفغانستان.
وخلال التصويت الأولي في مجلس الشيوخ، نال التعديل على قانون السياسات في الشرق الأوسط، تأييد 68 عضوا في المجلس مقابل 23 صوتا عارضه.
ويقول التعديل: إن عمليات تنظيم «داعش» الارهابي في سوريا وأفغانستان لا تزال تمثل خطرا جديا على الولايات المتحدة، ويحذر من أن سحب القوات الأميركية من البلدين سيتيح للإرهابيين إمكانية إعادة الانتشار وزعزعة استقرار مناطق ذات أهمية حيوية و»سيخلق فراغا ما سيعكس سلبيا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.
ومع أن التصويت، الذي جرى الخميس، لا يمنح تعديل ماكونيل قوة القانون ولا يمنع ترامب من المضي قدما في خططه، إلا أن الصحف الأميركية تشير إلى أنه دليل على عدم رضا المشرعين عن سياسات ترامب في الشرق الأوسط ومعارضة شديدة لخططه لسحب القوات من سوريا وتقليص عدد القوات في أفغانستان إلى النصف.
موقف الرئاسة الأميركية
بدورها رجحت قناة «NBC»، أن يقدم الرئيس الأميركي ترامب على تغيير خططه لسحب القوات الأميركية من سوريا.
وأضافت أن ترامب قد يقرر إبقاء قوات بلاده في قاعدة التنف واعتبرت القناة أنه في حال انسحاب القوات بالكامل، ستكون الوحدات الأميركية الموجودة في هذه القاعدة، آخر من يغادر الأراضي السورية.
تحذير أميركي
في السياق نفسه من المتوقع أن يصدر مكتب المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تقريرا اليوم السبت يحذر من مخاطر انسحاب الولايات المتحدة العسكري من سوريا.
وكشفت مصادر اعلامية مطلعة عن أن التقرير سيحذر من نتائج وقف العمليات العسكرية ضد عصابات «داعش» داخل الأراضي السورية، متوقعا أن يتمكن مقاتلو التنظيم الارهابي من استعادة أراض جديدة في فترة تتراوح بين ستة إلى 12 شهرا.
ورفض المكتب الصحافي في «البنتاغون» حتى الآن الكشف أو التعليق على ما يتضمنه التقرير.
وكان مكتب المفتش العام قد أصدر أمس تقريرا حذر بموجبه من تبعات الستراتيجية الأميركية في أفغانستان، مشيرا إلى أن سلطات كابول تتخوف من تمكن حركة «طالبان» من إعادة السيطرة على البلاد كاملة فيما لو جرى التوصل إلى تسوية معها.
ويأتي نشر مكتب المفتش العام لهذين التقريرين، في وقت تدفع فيه إدارة ترامب في اتجاه تنفيذ ستراتيجية جديدة في كل من سوريا وأفغانستان تهدف إلى سحب القوات الأميركية وفقا لتسويات يصفها المسؤولون في «البنتاغون» بأنها ستكون «غير عسكرية».