رسالة كويتية

الرياضة 2021/01/30
...

علي حنون
التقت الآراء جميعا عند ضفاف شطها، واجتمعت حالات الثناء في رحابها، وتدفقت مُفردات الإعجاب في أرضها، وسُددت الى فؤاد طيبتها، سهام الثناء من قوس الإشادة، وكانت من جانبها، على الموعد من جديد مع الكرم والأصالة فقدمت، نيابة عن العراق، درسا في حسن الضيافة والاستقبال وكياسة الترحيب بالشقيق المنتخب الكويتي وبعثته، التي حلت في رحاب ثغر العراق لخوض مباراة ودية لم ننظر جميعنا الى نتيجتها وكان اهتمامنا ينصب على رسالتها.
البصرة لملمت كُل ما يُمكن أن يشغلها عن تقديم رسائل محبتها، الى شقيقها الكويتي وقدمت له ودها وارتشف ضيفها من فنجان كرمها، سعادة اللقاء وخاض في عناوين جودها، مدينة النخيل والسياب، فعلت ذلك لأنها تُدرك أن الرياضة هي لغة مُشتركة، تجمع تحت خيمتها عناوين المحبة والتسامح وفواصل لم الشمل..لم نعتقد بأهمية نتيجة مباراة (ديربي) الخليج وتركنا الحسابات الفنية لمقابلة (جذع النخلة) الى أهلها يُتابعون ويُقيمون ويتناقشون بينهم، وانشغلنا بما هو أهم، وتحديدا التأسيس لانطلاقة ود جديدة.
حتى اننا في خضم غبطتنا بما جرى في ملعب البصرة الدولي، ووسط الحضور الرسمي والجماهيري، تبخر من أذهاننا، نظير سخونة اللقاء، غياب لجنة خليجي 25 وتخليها عن أمر التواجد في المحافظة، بعد أن عدَّ الجميع زيارة المنتخب الكويتي وخوض لقاء المحبة بين الأخضر والأزرق، هي المحطة الرئيسة، التي تستحق الوقوف عندها، وهي العنوان الأكبر.
ولا نَخالنا بقولنا هنا، نبتعد عن منطق الواقع، الذي وضع تواجد الأشقاء بيننا في مقدمة تطلعاتنا، ذلك أننا تلمسنا فيه ملاذا يُمكن الاعتداد به والاعتماد عليه في دعم موقفنا وتوجيه رسالة واضحة مُفعمة بأريج الايجابية، الى بقية الأشقاء بخصوص قدرة المدينة على الاستضافة وإصابة الفلاح في حال وثق من بيدهم القرار الخليجي، بما جاء في ملف البصرة.
بعد المباراة الودية الحبية، التي حضرت فيها معان الود والتواصل، بألوانها، أصبحنا نرسم في أفق تطلعاتنا، للعلاقات الأخوية بين العراق والكويت، قادما سيأتينا بكل جديد، ولاسيما على صعيد تعضيد أواصر التعاون بين الشقيقين العراقي والكويتي، وهذا ليس بالأمر البعيد، لان وعود الأشقاء لنا بالمضي في مُساندتنا، كبيرة وجادة، وان الرسالة عن ايجابية البصرة وقدرتها على التنظيم والاستقبال، باتت واقعا تلمس الأشقاء أبعاده.. نعم وبحسب تأكيد عديد شخصيات الوفد الكويتي أنهم يمتلكون معلومات وافية عن البصرة، هذه المدينة، التي يسودها الأمن و(يفترش) أرضها الأمان وتسير عجلة الحياة فيها بصورة طبيعية، إلا أن المشاهد الحية، التي وقفوا عليها منحتهم فضاء رحبا ومُتاحا، ليكونوا شهودا يُؤخذ بشهادتهم، التي سَيدلون بها متى تطلب الأمر.
تأسيسا على التبعات الايجابية، المُؤطرة بالرؤى السديدة، لزيارة الأشقاء للعراق وخوض مقابلة البصرة، نعتقد بأن دعوة كويتية للأسود تلوح في الأفق وان القادم بين الجانبين سيحمل في طياته، ما يُثلج صدور المُحبين لبلدينا، لأن المكانة الكبيرة للأسود والأزرق على الصعيدين الإقليمي والقاري، ستعود بالفائدة الفنية على كرتي العراق والكويت.