الأولمبي ينهي معسكراً تحضيرياً ناجحاً في الرياض

الرياضة 2019/02/01
...

علي النعيمي
اختتم منتخبنا الأولمبي بكرة القدم، الخميس الماضي معسكره التدريبي الرابع الذي أقيم في العاصمة السعودية الرياض، مستغلا فترة توقف دوري الكرة المحلي، حيث خاض مباراتين وديتين امام نظيره السعودي خسر في الاولى بهدف مقابل هدفين وفاز في الثانية بثلاثة اهداف مقابل هدف وعلى الرغم من قصر مدة التجمع والإجراءات الإدارية المتعلقة بالحصول على تأشيرة الدخول ومشاق الرحلة والسفر وساعات الانتظار الطوال لبعض اللاعبين الا ان هذا التجمع كان ناجحا بامتياز في جوانبه التنظيمية والفنية والتدريبية وقد اسهم بتكوين الأفكار الاخيرة والرؤى الكاملة بشأن مستويات اللاعبين الذين استجابوا للكثير من التطبيقات والمعالجات الميدانية التي أعطيت لهم خلال الوحدات التدريبية وحرصوا على تطبيقها في المباراتين سابقتين كذلك جاء انسجاما مع توجهات الجهاز الفني التي وضعها قبل الدخول في مرحلة المجاميع للتصفيات الآسيوية المؤهلة الى أولمبياد طوكيو 2020 التي ستقام في ايران الشهر المقبل.
 
اللقاء الأول
المدرب المساعد لمنتخبنا الوطني عباس عبيد  اعرب بعد انتهاء المباراة الثانية التي حقق فيها الأولمبي الفوز على نظيره السعودي عن رضاه التام للمستويات المتطورة خلال المواجهتين الوديتين الأخيرتين في الرياض حيث عالج العديد من النواحي التنظيمية والتفاصيل الخططية التي حدثت في المواجهة الاولى التي انتهت لصالح أصحاب الأرض بسبب نقص اللياقة البدنية والاعياء الناجم من الرحلة المضنية من بغداد والنجف والبصرة الى دبي وساعات الانتظار في مطار الرياض وقد ظهر بشكل لافت على أداء اللاعبين من حيث قلة التركيز وتطبيق الواجبات فضلا عن بعض الهفوات الدفاعية».
 
المواجهة الثانية
واضاف أن الجهاز الفني عالج الموقف في اللقاء الثاني الذي تسيد الأولمبي معظم أوقات المواجهة ونفذ اللاعبون التعليمات بشكل لافت مع الانضباط الخططي في تبادل المراكز والاسناد وإيقاف مفاتيح اللعب وتمكنا من الفوز بثلاثة اهداف على الرغم من الظلم التحكيمي الذي أدى الى طرد اللاعب اياد عباس في بداية الشوط لكن المدرب تمكن من قيادتها الى بر الأمان « مبينا ان» الطاقم التدريبي وضع الخطوط العريضة لمراحل الاعداد تحضيراً للاستحقاقات القارية المرتقبة التي تتعلق بأسلوب اللعب والستراتيجية الخاصة بالفريق وسيتم ترسيخها بشكل نهائي خلال التصفيات امام ايران واليمن وتركمانستان»، ونوه بان «هناك بعض اللاعبين بحاجة ماسة الى نوعية معينة من التمارين الخططية التي تهدف الى إعادة التصحيح والمعالجات الميدانية وزيادة الوحدات التدريبية والتكرار للكثير من الهفوات التكتيكية فضلا عن التغذية الصحيحة ومتابعة وضعهم البدني ومنحهم الراحة المطلوبة بعد التمارين».
 
اختلاف الرؤى والتخطيط
من الامور التي استوقفتنا في معسكر الرياض هو اختلاف الرؤى والستراتيجيات في التخطيط بين منهجية الاتحادين العراقي والسعودي بشأن اعداد المنتخبات الأولمبية ،فعلى هامش اللقاءات والجلسات الفنية المشتركة مع الطواقم الفنية في البلد المضيف يقول المحلل الفني للمنتخب الأولمبي الكابتن مجدي الأحمدي لـ»الصباح الرياضي «: إن « اتحاد بلاده منح المدير الفني الحالي سعد الشهري صلاحية مطلقة في تجريب اكثر من 75 لاعباً تحت عمر 22 عاما جلهم من دوري الرديف وان يقوم بتجريب 15 لاعباً في كل مباراة ودية لغرض اختيار الأفضل منهم ليكملوا معه رحلة التصفيات الأولمبية لغاية العام 2020 بالتالي اصبحت لدينا ثلاث تشكيلات متنوعة من اللاعبين».
 
فلسفة لعب موحدة
ويضيف الاحمدي ان « اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي الزمت مدربي الفئات العمرية في المنتخبات الوطنية في ضوء سياسة المدير الفني السابق جان وينكل بتطبيق فلسفة لعب واحدة قائمة على الضغط المتقدم في ملعب المنافس وتطوير القرار الذهني للاعبين لحظة التصرف بالكرة وتدويرها والتمرير من الخلف الى الامام بشكل مركز بعيدا عن التهور او الاستعجال مع الاكثار من الكرات البينية وتفعيل طرفي الملعب وتحرك ما لا يقل عن 3 لاعبين من خط الوسط للمشاركة في الواجبين الدفاعي والهجومي واللعب بنظامي 4-3-3 او 4-5-1».
 
تشكيلة متجانسة
ويشير المحلل السعودي الى ان التشكيلات الثلاث الحالية للأولمبي السعودي قد تدربت على يد المدرب الحالي سعد الشهري الذي أشرف عليهم في منتخبي الناشئين والشباب لكنه لم يشارك في التصفيات المؤهلة الى كاس اسيا تحت 23 عاما في الرياض واكتفى بالاشراف على زميله صالح المحمدي وكان ضمن الجهاز الفني في دورة الصين بداية العام 2018 بقيادة الارجنتيني السابق تاكيلا وقاد الفريق خلال الألعاب الاسيوية التي جرت في اندونيسيا في منتصف اب الماضي وخرج من الربع النهائي على يد اليابان بهدفين مقابل هدف واحد وفاز على ماينمار والصين وخسارة امام كوريا الشمالية بثلاثة اهداف وقد شارك في نهاية الشهر العاشر في بطولة الصداقة الأولمبية في الكويت وفاز على البحرين بهدفين لكنه خسر امام الكويت بأربعة اهداف مقابل هدفين  قبل شهر من الان والتقى وديا في الطائف امام الأولمبي التونسي وخسر في المواجهتين 3 - 2، 1 - 0».
 
تفريغ اللاعبين
ويؤكد ان «الاتحاد السعودي قد اجبر جميع الأندية على تفريغ اللاعبين وفي حال امتناع أي ناد تتم المعاقبة بفرض غرامات مالية كبيرة على الفرق التي لا ترسل لاعبيها فضلا عن رواتب اللاعبين وعقودهم جارية في حال تجمعهم مع المنتخب الأولمبي كي يعطيهم دافعا معنويا واستقرارا نفسياً لحظة التجمع والانخراط في المعسكرات التي تسبق المباريات».
 
معاناة شهد 
بخلاف ذلك نجد ان مدرب منتخبنا الأولمبي يعاني الأمرين في مسألة تجميع اللاعبين وعدم تعاون بعض الأندية المحلية معه التي تفضل المسابقتين المحليتين الدوري والكأس على تحضيرات فريقنا لتحت 23عاما بل ان تلك الأندية تضغط بقوة على الاتحاد من اجل استمرارية المباريات والأنكى من ذلك ان 90 % من كتيبة شهد من اللاعبين هم بدلاء في فرقهم وجلسوا لشهور عديدة في المدرجات وليس في دكة البدلاء ومع ذلك لا يزال بعض المدربين غير متعاونين في هذا الجانب، فضلا عن غياب دوري الفئات العمرية او الرديف الذي يسهم بصقل المواهب وتطوير القدرات البدنية والذهنية والفنية للكثير من الخامات الكروية كما ان هناك مجموعة من اللاعبين من مواليد 1998 و1999 و1997  يحق لهم المشاركة مع الأولمبي لكن اتحاد الكرة فضل عدم دعوتهم بسبب وجود مشاكل في اوراقهم الرسمية وبالتالي فان الطاقم التدريبي لا يزال يتعامل مع المواهب الشحيحة المتاحة له حاليا وقد اقترب من اختيار التشكيل النهائي الذي سوف يخوض غمار التصفيات القارية بعد ان منح مجموعة كبيرة من اللاعبين المحليين والمغتربين فرصة التجريب وتعزيز الثقة بمهاراتهم الفردية وقدراتهم الفنية في تطبيق الواجبات والانضباط الخططي، سواء في الوحدات التدريبية او خلال المباريات التجريبية السابقة.