الرؤساء السابقون: هناك انقلاب على الحريري لإجهاض مهمته

الرياضة 2021/01/31
...

 
بيروت : جبار عودة الخطاط
 
في مناخ سياسي متوتر تسوده أجواء التراشق الإعلامي بين الرئيسين عون والحريري، يعكف ساسة لبنان على تقييم ما حصل في الشارع اللبناني الساخط وتحديداً في طرابلس، وقد اختلفت القراءات لتلك الأحداث، فبينما عدّ رؤساء الحكومات السابقون ما جرى محاولة انقلاب ضد الحريري، رأت حركة أمل أن ما حصل هو "ثورة جياع"، في حين وصفت كتلة «الوسط المستقل» ما جرى بأنه أعمال "تخريبية مشبوهة". 
ولابد من التنويه أولاً بأن هذه القراءات قد تستند لقناعة في استقراء الحدث للنظر في التعاطي الناجع معه، وأحياناً تكون القراءة إسقاطا لمحاولة تفسير الحدث بما يخدم الأجندة السياسية والسعي لاتهام الآخر.
رؤساء الحكومات السابقون (فؤاد السنيورة، ونجيب ميقاتي، وتمام سلام)، الذين يُعدون النادي المعني بالدفاع عن المصالح السياسية للطائفة السنية في لبنان، وفقاً للتوليفة التي فرضت بعدها الطائفي في هذا البلد، كانت لهم قراءة لأحداث طرابلس تؤكد - كما جاء عن  مصدر - "أن ما جرى هو  مخطط انقلابي يسعى لإسقاط تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة، تم إجهاضه، وذلك عبر أحداث طرابلس في شمال لبنان".
ووفقاً لسردية المصدر عن الرؤساء السابقين، "كان المخطط يقضي بإقحام عاصمة الشمال في حالة من الفوضى يترتب عليها اندلاع صدامات دامية بين المنتفضين على واقعهم المعيشي الذي لم يعد يُطاق، وبين القوى الأمنية لإسقاط مهمة الحريري في الشارع الطرابلسي، وبالتالي الضغط عليه للاعتذار عن عدم تأليفها"، مضيفاً "المخطط الانقلابي وُئد في مهده، الحريري سيبقى صامداً في موقفه ولن يحيد عن رؤيته لقيام حكومة طبقاً للمواصفات التي حددها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في مبادرته لإنقاذ لبنان". 
وجدد المصدر التأكيد على أن رؤساء الحكومة السابقين لا يزالون على موقفهم الداعم للحريري الذي لن يقدّم اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة وسيبقى صامداً ولن يخضع لحملات الابتزاز والتهويل التي يمارسها الرئيس عون وتياره السياسي بقيادة النائب باسيل".
بينما حركة أمل وعبر عضو كتلتها النيابية أنور الخليل رأت أن "ما جرى في طرابلس" أساسه حركة إنسانية تصرخ في وجه الحكومة مهما كان شكلها، وهي ثورة جياع وفقر، ومن هنا فإن الوطن لا يبقى من دون جسم مسؤول وحكومة قادرة على معالجة الامور الانسانية والاقتصادية والسياسية، والمواقف السياسية لكل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف التي وصفت بالتعنت يجب ان تتبدل وان نذهب إلى ايجاد قواسم مشتركة لكي ننهض بالوطن من الحالة الخطيرة"، متابعاً بأنه "يأمل من رئيس الجمهورية ان يسارع وفقا لاحكام الدستور ولمبدأ حماية العيش المشترك الى حلحلة عقد تشكيل الحكومة والعمل على ايجاد الحلول الناجعة حتى لو تطلب ذلك بعض التضحيات 
الكبيرة".
في حين، رد العميد المتقاعد جورج نادر أن "ما يجري في طرابلس ليس أعمال شغب مشبوهة وفوضى كما يحلو للسلطة وأحزابها توصيفه بهدف شيطنة المدينة وأهلها، إنما ثورة جياع حقيقية كانت منتظرة، لأن السلطة وضعت الطرابلسيين وكل اللبنانيين امام خيارين، اما الموت جوعا نتيجة فسادها، أو الموت بالحجر المنزلي من دون تأمين رغيف الخبز لهم، فاختاروا الثورة على سلطة اقل ما يقال فيها انها فاسدة وفاسقة" بحسب تعبيره.