دعوات {الأمن الذاتي» تعيد أجواء الحرب الأهلية اللبنانية

الرياضة 2021/02/07
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
بعد مرور ثلاثة أيام على الاغتيال الصادم للناشط والباحث اللبناني لقمان سليم، مازالت أصداء عملية تصفيته تترد في عدة مناطق لبنانية، فقد نظم مجموعة من الكتاب والناشطين صباح أمس الأحد وقفة احتجاجية في ساحة سمير قصير في بيروت دعوا خلالها الى الكشف عن الجناة، رافعين شعارات تندد بالاغتيال، في حين أطلق البعض دعوات لاعتماد "الأمن الذاتي" للدفاع عن النفس في مواجهة الاغتيالات.
 
هذه الدعوات رفضتها أغلبية الفعاليات السياسية في لبنان لأنها تؤسس لمرحلة تعيد لبنان، كما أفادوا، الى أجواء الحرب الأهلية التي غاب فيها الدور المحوري للدولة وحضرت سطوة العسكرتاريا والمجاميع المسلحة لتدخل البلاد في حينها في اتون صراعات دموية مؤسفة، النائب عن تكتل القوات اللبنانية فادي سعد، أكد أن "الكلام عن الأمن الذاتي فيه الكثير من التسرع، خصوصا أن هذا النوع من الأمن لا يحمي قادة الفكر والرأي الحر من عمليات التصفية والاغتيال، إذ لا يمكن لأحد أن يقوم مقام الدولة وأجهزتها الأمنية والاستخباراتية في حماية اللبنانيين، وفي فرض الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اللبنانية".
وأعرب سعد عن خشيته من "العودة الى لغة التصفيات والاغتيالات، وبالتالي من اندلاع فوضى أمنية تدخل لبنان في نفق من السواد، وتجبر البعض على اللجوء فعليا الى الأمن الذاتي، مشيراً الى انه "للمرة الاولى منذ العام 1976، يعتريني خوف شديد على مصير لبنان الدولة والكيان، في ظل حكومة مستقيلة، وسلطة فاسدة، ومسؤولين سياسيين مستهترين بالمخاطر". متابعاً أن لبنان يعيش اليوم "حالة اهتراء شبه كامل في الجسم القضائي، ولابد من أن يكون للخوف على مصير لبنان، الحيز الاكبر من تفكير العقلاء والسياديين وكل لبناني حر"، واصفا لبنان اليوم بـ"باخرة دون قبطان"، داعياً الى "تشكيل حكومة لبنانية قادرة على مواجهة التحديات" .  
الباحث اللبناني عباس غصن قال لـ "الصباح": "ماذا تعني الدعوات للأمن الذاتي غير استدعاء الروح الهجينة للميليشيات التي تقضم دور الدولة وتنشر الفوضى والاحتراب في الشارع اللبناني. هذه الدعوات مرفوضة وهي تستبطن نزعة مشبوهة تحاول من خلال توظيف واقعة اغتيال ناشط مدني للتصويب دونما دليل على جهة معينة، فالتسرع واستباق التحقيقات أمر لا يمكن القبول به أبداً"، مضيفاً "أعتقد أن خير ما نواجه به هذه الدعوات المريبة هو التوجه الجدي لتأليف الحكومة والعمل على صيانة السلم الأهلي والأمن المجتمعي"، متسائلاً: "لا ندري أين أصبحت الاتصالات بين الاقطاب الرئيسة بتشكيل الحكومة في ظل هذا الوضع الحساس؟". 
يجيب النائب قاسم هاشم على ذلك بقوله: ان "هناك اتصالات على أكثر من مستوى لتسريع تشكيل الحكومة، وهذه الاتصالات، ومحورية هذه الاتصالات هو  الطرف الفرنسي نظرا لعلاقته بموضوع الحكومة والمبادرة الفرنسية التي يبدو أنها تجددت وتم بث الروح فيها في الآونة الأخيرة بعد جملة اتصالات تقوم بها فرنسا، كذلك الاتصالات الأميركية الفرنسية التي اعطت اشارات ايجابية لموضوع الدفع بتشكيل الحكومة".
لافتاً  إلى أن "الايجابية تصل بعد البيان المشترك الأميركي الفرنسي، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة باتت جاهزة، فنحن نتكلم عن جملة من العقد قيل عنها الكثير، وفي جميع الأحوال العقد داخلية لأننا لا يمكننا الركض وراء الخارج"، كاشفاً عن "معوقات خارجية من هذه الجهة أو تلك، لكن الموضوع داخلي يعنينا كلبنانيين، ونحن بعد كل هذه الأزمات ما زلنا ننتظر أو نراهن على تسجيل نقاط ومكاسب، كأن الأمور تسير بمسارها الطبيعي والأمور تجري عكس ذلك".