الدنيا ربيع ..

الرياضة 2021/02/08
...

خالد جاسم
*لو توجهت بالسؤال الى أي مسؤول رياضي عراقي عن تقييمه لما تحقق تحت مسؤوليته خلال سنوات توليه منصبه  لأجابك وبثقة واضحة وبلهجة فخر واعتداد أن ناديه أو اتحاده أو مؤسسته الرياضية قد حققت إنجازات ونجاحات كثيرة رغم الظروف الأمنية الصعبة وشح الامكانيات والموارد المالية وقلة الدعم والرعاية والصعاب والعراقيل التي تعانيها الرياضة العراقية , مع انك لو توجهت بسؤال اخر الى نفس هذا المسؤول عن الطموحات التي يتمنى 
تحقيقها لأجابك بلغة اسف وحسرة انه يتمنى أن تستقر الظروف والأوضاع في البلد وأن تتوفر لديه إمكانيات مالية كبيرة وتفتح أمامه أبواب الدعم والرعاية وأن تزال كل الصعاب والحواجز التي تمنع رياضييه من بلوغ الأعالي في سماء الابداع والانجازات الرياضية , أما اذا توجهت بالسؤال عن السلبيات ونقاط الضعف والعيوب والأخطاء التي يراها هذا المسؤول في رياضته فسوف ترتعد فرائضه ويجيبك بلغة
 غاضبة ثائرة انك متحامل على رياضته أو مدفوع من جهة معادية لأجل تخريب ما بناه المسؤول المحترم الذي قد يتهمك بالجهل أيضا وربما يتعدى سقف اتهامه المحظور ويضعك في خانة المتآمرين وقد يصنفك كذلك في لائحة الخونة ويحيلك الى المادة 4
 ارهاب ..!!
مشكلة المسؤولين عن رياضتنا انهم يكتفون بالنظر الى النصف المملوء من الكأس ويتصور أي منهم أن ميدان رياضته المسؤول عن أحوالها ورعيتها بصك بقاء غير قابل للنقض أو التغيير هي أرض حرام لا يجوز الاقتراب منها أو تدنيسها بأي كلمة نقد أو تأشير واقعي لخطأ أو حتى اشارة حريصة الى خلل ما , بل أن البعض من هؤلاء المسؤولين لا يتوانى حتى عن الكذب على نفسه متصورا أو معتقدا أن الاخرين حتى وان جامله بعضهم خجلا أو تزلفا قد انطلت عليه كذبة المسؤول الذي ترسخت في زوايا عقله - كذبة - الاعتقاد بنجاحه الساحق في القيادة رغم أنوف الجميع ..!
ومن يتمعن خارطة الرياضة العراقية خلال الأعوام الفائتة سوف يكتشف بسهولة ومن دون عناء يذكر ان تصريحات معظم المسؤولين عن مفاصلنا الرياضية قد لبست أثوابا كرنفالية زاهية ومن يقرأ تلك التصريحات وهو بعيد عن واقع الحال وعن الميدان الحقيقي للرياضة سوف يعتقد أو يتصور واهما أن الرياضة العراقية تعيش ربيعا حقيقيا ودائميا ولا مكان في تقويم الرياضة العراقية لفصل سوى فصل الربيع هذا ومن دون أن تلتقط يوما ومع استثناءات نادرة أن ايا من هؤلاء المسؤولين قد اعترف يوما أن ناديه أو اتحاده أو مقاطعته الرياضية قد شهدت يوما تحت قيادته الظافرة خطأ أو إخفاقا أو توقفا في واحدة من محطات الفشل الاعتيادية التي تحدث في مسيرة أي جهة رياضية مهما كان اسمها أو حجمها في عالم الرياضة المتمدن بالرغم من أن هذا الصنف من المسؤولين كثيرا ما يذكر الحكم المأثورة في تصريحاته لكنه يتجنب الاشارة الى الحكمة الاثيرة ( الاعتراف بالخطأ فضيلة) .واللافت كذلك في أمر المسؤولين الرياضيين وتصريحاتهم المتفائلة على طول الخط وفي كل زمان ومكان إنهم يغتاضون كثيرا عندما تتناقض اراؤك الصريحة التي تشخص الخلل وتوصف العلاج مع جوهر رؤيتهم القائمة على تزيين الخلل وتجميل العيوب والتهرب من مواجهة الحقيقة المرة والمريرة ,  وهي مشكلة عويصة ومزمنة ما زالت رياضتنا المسكينة تعاني منها بوجود هذا الصنف من المسؤولين الذين تستنزف الجهود والموارد تحت سلطتهم العجيبة مثلما تحارب الكفاءات والخبرات الحقيقية لأن أصحابها لا تتماشى رؤاهم وأفكارهم مع 
مايريده المسؤول.