لا أمل يلوح في الأفق بتأليف قريب للحكومة في لبنان، وكل المعطيات الخارجية والداخلية تشي بأن اللاعبين الدوليين الفاعلين، كما يبدو، ضاقوا ذرعاً بخيوط المتاهة اللبنانية، وقد زار الحريري عون في لقاءٍ مفاجئ بعد انقطاع وسجال عنيف، منذ 23 كانون الأوّل من العام الماضي، غير أن اللقاء كما صنفه مراقبون ليس سوى "إسقاط فرض" من قبل الحريري الذي - وهذا على عهدة بعض الأوساط- أعطى وعداً لماكرون بزيارة بعبدا، وكانت الزيارة التي اتسمت بالعقم.

المعلومات التي تسربت عن لقاء عون والحريري أفادت بأن "الأخير أبدى مرونة في مسألة تسمية الرئيس اللبناني للوزارات المسيحية، على أن تكون من الشخصيات التي تحظى برضاه"، غير أنه تشبث بمطلبه بأن تكون حكومته لا تتجاوز الـ 18 حقيبة وزارية لا يوجد فيها ثلث معطل على الإطلاق، وبقيت العقدة المستحكمة المتمثلة بحقيبتي الدّاخلية والعدل محل تنازع بين الطرفين وكل فريق يسعى للظفر بهما.

الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل، أكد ان "فشل لقاء بعبدا بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، يفتح الطريق لحرب البيانات وصولا لذكرى 14 شباط وما بعدها"، وفي هذه الاثناء تجددت الدعوات من أطراف لبنانية لتدويل الأزمة في بيروت بعد عجز الفرقاء عن إيجاد حل لصراعاتهم المعقدة، فقد شدد الوزير السابق بطرس حرب على أنه "يجب طرح عملية تدويل القضية اللبنانية لأن الوضع لم يعد يحتمل، وعلى مجلس الأمن تطبيق البند السابع من دون موافقة الحكومة".

سفير روسيا لدى لبنان ألكسندر روداكوف دخل على خط الأزمة اللبنانية معلقاً على دعوات التدويل بتأكيده، أمس السبت، أنّ "اللبنانيين إذا لم يتعاونوا بعضهم مع بعض، فإنه لن تكون هناك فائدة لأيّ تدخل خارجي سيكون دوره مساعداً في حلّ الأزمة اللبنانية".

ويلقي الرئيس المكلف سعد الحريري اليوم الأحد، خطاباً وصف بالمهم في ذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، في وقت لم يعد يعوّل فيه الكثيرون على هذا الخطاب، بعد فشل كل الوساطات الداخلية والخارجية وكذلك من المستبعد اعتذار الحريري عن إكمال مهمته في خطاب اليوم. 

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس السبت، وصول 100 عربة مدرعة إلى لبنان من نوع "لاند روفر"، بالإضافة إلى طاقم أفراد بريطاني لتدريب القوات المسلحة اللبنانية على استخدامها"، وأضافت وزارة الدفاع البريطانية أن تزويد لبنان بهذه المدرعات يهدف إلى "الدفاع عن حدوده مع 

سوريا".