لبنان يحيي ذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري

الرياضة 2021/02/14
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
مرت ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط على اللبنانيين أمس الأحد، فاترة يشوبها الجمود بفعل إجراءات الإغلاق التام وما رافق ذلك من انطلاق عملية التلقيح ضد فيروس “كورونا” في مستشفى بيروت الرئيس والذي بناه رفيق الحريري وحمل اسمه، بينما رقدت التشكيلة الحكومية في أدراج كل من قصر بعبدا وبيت الوسط بانتطار أن يفرج عنها الرئيسان سعد الحريري وميشال عون لترى النور. 
الرئيس المكلف سعد الحريري، زار أمس الأحد​ ضريح والده رئيس الحكومة الراحل ​رفيق الحريري​، ترافقه النائب ​بهية الحريري​ والسيد شفيق الحريري، وقاموا بتلاوة الفاتحة، وأغلب الظن أن الحريري الإبن قد بث حزنه وشكايته للحريري الأب مما يكابده من وضع لا يحسد عليه، فالكثير من الأوساط اللبنانية باتت تجزم بأن الرئيس المكلف يرزح تحت نير “فيتو” سعودي قاس، ليس على مشاركة حزب الله فحسب، وإنما على أصل تكليف الحريري بتشكيل الحكومة، وأن الجولات الخارجية التي قام بها الأخير لكل من القاهرة وأبو ظبي وباريس هي من أجل التوسط والضغط على الأمير محمد بن سلمان من أجل إطلاق يد الحريري في مهمته الحكومية كما تفيد تلك الأوساط، وهذا هو بنظرهم  من أسباب تأخر تشكيل الحكومة، بينما يعزو نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش تأخير التشكيل، الى أن “الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري مصرّ على حكومة مستقلّين”، مضيفاً “هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف الانهيار في البلد وأخذ ثقة المجتمع الدولي”.وأشار علوش، إلى أن “الإصرار من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون على الطريقة ذاتها في إنشاء الحكومات لن يؤدّي إلى نتيجة”، وأضاف: “حتّى لو تشكّلت حكومة على هذا الشكل فإنّها لن تتمكّن من وقف الانهيار”.أما التيار الوطني الحر، وفق تعليق لهيئته السياسية، فأكد أن “الحريري يعمد الى هدر الوقت دونما جدوى”، معرباً عن أسفه للأسلوب “الذي يعتمده الحريري في مقاربة ملف التشكيل إذ يستعمل الوقت الثمين في التجوال خارج لبنان طيلة أسابيع ثم يعود ليقوم بزيارة رفع عتب لرئيس الجمهورية من دون أن يتقدم بأي مقترح جدّي ويحترم الأصول والقواعد البديهية المعمول بها لتأليف أي حكومة، أما الجديد فهو إعلانه من قصر بعبدا أنه هو من يقرر منفردًا شكل الحكومة وعددها وأسماء وزارئها وحقائبها كأن لبنان ليس جمهورية برلمانية ودون أن يقيم وزنًا للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهورية وشراكته الكاملة في تأليف الحكومة وليس فقط التوقيع عليها، وهذا ما يجعلنا نعتبر أن أمرا خفيا لا يزال يعيق تشكيل الحكومة مما يجعلنا نحذّر من نتائجه”.البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي عزّا الرئيس المكلف بذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، جدد مطالبته بتدويل الأزمة اللبنانية من خلال مؤتمر دولي، مشدداً على أن “مثل هذا المؤتمرُ الدوليُّ لا ينتزعُ القرارَ اللبنانيَّ والسيادةَ والاستقلال وهي أصلًا مفقودةٌ حاليًّا، بل يَنتزِعُها من مصادريها ويُعيدُها إلى الدولةِ والشرعيّةِ والشعب، إلى لبنان”.
أما المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​، فقدم تعازيه هو الآخر بذكرى اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، وأكد في الشأن الحكومي أن “مفتاح إنقاذ ​لبنان​ يمر بحكومة​ أقطاب سياسية إنقاذية”، محذراً من “أننا في طريقنا نحو الخراب، فلا معنى لدفاتر الشروط المتبادلة التي تكرر عقلية أنا أو لا أحد، أو الأذن الطرشاء، بينما الناس تلفظ أنفاسها الأخيرة، والأسواق تتحول إلى مسالخ، والاحتكار أكبر من ​الدولة​، والجوع تحول إلى طاعون؛ ومشروع الدولة أصبح ساقطا».رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان من جانبه أصدر بياناً جاء فيه: “يفتقد لبنان اليوم إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بما كان يمثله من حضور وتأثير وامكانات وظفها في خدمة لبنان، وسيبقى الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذاكرة اللبنانيين وفي الوطن الذي أحبه، كما أن البصمات التي تركها ستبقى حاضرة في تاريخ لبنان”.