من المحزن أن يتم التفريط بالخبراء من قبل دولة مثل العراق في وضعها الحالي، لكونها بحاجة ماسة الى توفير كل اسباب النهوض العلمي في مختلف المجالات.
ما دعاني الى كتابة هذه المقدمة المقتضبة، خبير يعمل في مجال النفط والغاز يدعى (اياد حسن عبود)،زارني في مقر الجريدة حاملا معه مناشدة مؤلمة للسيد وزير النفط .
يقول فيها انه موظف في شركة تعبئة الغاز بالتاجي قسم الشبكات، وعلى وشك الاحالة على التقاعد، لكونه قارب على اكمال الستين من عمره، بيد ان مشكلته تتلخص في انه سيحال على التقاعد، ولن يحصل على اي امتيازات مثل مكافأة نهاية الخدمة، لكونه وبحسب التعديل الجديد لقانون التقاعد لا تبلغ سنوات خدمته العشرين عاما، الامر الذي سيحرمه من الامتيازات ولن يحصل سوى على الحد الادنى من الراتب التقاعدي الذي لا يكفي لسد احتياج أسرته.
المؤلم في الامر انه وبحسب الكتاب المرقم 74 بتاريخ 24 شباط 2011 والمهمش عليه من قبل المفتش العام لوزارة النفط والخاص باعادته الى الخدمة، يعد خبيرا في مجال تنفيذ شبكات الغاز، اذ كان اول عراقي ينفذ شبكة انابيب غاز في ميناء العقبة على البحر الاحمر في حقبة الثمانينيات، كما انه اول فني يكلف بتدريب شركات فرنسية وكورية، اذ كان العراق متفوقا على الدول المذكورة في هذا المجال.
عبود ناشد في رسالته وزير النفط بالموافقة على استثنائه من شرط العمر وتمديد خدمته لكونه يعد من الخبراء، كما انه بحاجة ماسة للراتب بسبب سكنه في الايجار وزوجته المصابة باعاقة دائمة، ما يستلزم الكثير من العلاجات والادوية، وهذا ما لا يوفره راتب التقاعد الضئيل.
من جانبنا نحث وزارة النفط ممثلة بوزيرها الاستفادة من هكذا خبراء وعدم التفريط بهم، وكل املنا ان نجد لدى الوزير المحترم اذنا صاغية لمساعدة هذا الموظف والاستفادة منه بالوقت نفسه .