أميركا أمام {شبح} التضخم مع عودة النشاط الاقتصادي

اقتصادية 2021/02/28
...

  واشنطن: أ ف ب
 
البشرى السارة هي أنَّ الاقتصاد الأميركي يستعد لأشهر من الانتعاش في الربيع عندما يكون جزءٌ كبيرٌ من السكان قد تلقوا اللقاح ضد كورونا، لكنَّ النبأ السيئ هو أنَّ هذه الحيويَّة الاقتصاديَّة قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ويخشى بعض خبراء الاقتصاد والأسواق عودة للتضخم الذي واجهته الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي. ويتساءلون إنْ كان سيتعيّن عليهم إضافة صفر إن لم يكن صفرين إلى سعر قارورة الحليب؟
بسبب تضافر عوامل عدة يمكن أنْ تشكل مزيجاً قابلاً للانفجار. فسيشهد الاقتصاد انتعاشاً تدريجياً اعتباراً من الربيع بفضل حملة التطعيم، ولأنَّ جزءاً من الأميركيين - الأكثر ثراءً - لديهم الكثير من الأموال لإنفاقها. منذ عام، لم يسافروا كثيرا وارتادوا المطاعم والحانات وصالات الرياضة بشكل قليل، ما مكنهم من توفير المال.من جهتها، وزعت الحكومة الفدرالية الأميركية تريليونات الدولارات من الأموال العامة بما في ذلك شيكات مرسلة إلى الأسر أو زيادة في إعانات البطالة أكثر سخاء. وبات معدل الادخار في الولايات المتحدة الذي كان يتراوح بين 7 و8 بالمئة قبل الأزمة يبلغ الآن 20,5 بالمئة. والشرارة ستكون حسب خبراء الاقتصاد، حزمة التحفيز الجديدة التي يريدها جو بايدن وأقرها مجلس النواب السبت ويفترض أن يتبناها الكونغرس في الأيام المقبلة. وستؤدي الحزمة البالغ قدرها 1,9 تريليون دولار إلى زيادة مدخرات الأسر التي ستكون مستعدة لسحب الأموال واستخدام البطاقات المصرفيَّة فور تمكنها من الخروج بأمان. في مواجهة هؤلاء المستهلكين أصحاب الجيوب الممتلئة من غير المؤكد أنْ يكون العرض كافياً لتلبية الطلب. لذلك سيكون هناك تضخم في الاقتصاد. والنتيجة هي أنَّ الأسعار يمكن أن ترتفع بشكل كبير. وتبدو قطاعات محددة أساسا تحت الضغط مثل صناعة السيارات التي تواجه أيضا نقصا عالميا في الرقائق الإلكترونية التي تمنع المصانع من العمل بكامل طاقتها. إذا كان هذا الارتفاع المحتمل في الأسعار كبيرا جدا واستمر فقد يؤدي إلى تراجع القدرة الشرائية للعائلات. وقال غريغوري داكو المحلل لدى مجموعة «أكسفورد إيكونوميكس» إن «ما نخشاه هو دوامة تضخمية (...) نستهلك فيها اليوم خوفا من ارتفاع الأسعار غدا». وهذه حلقة مفرغة يغذي فيها التضخم نفسه ويخرج عن السيطرة.