ميلودراما المباريات الودية!!

الرياضة 2021/03/02
...

علي رياح  

 
 
 
أخيرا ربحنا مباراة دولية ودية تتوافر على جانب من القوة ، بلقائنا أوزباكستان في التاسع والعشرين من الشهر الحالي .. الخيار هذا مناسب للغاية ، إذا علمنا أن المباراة ستأتي في إطار معسكر تدريبي قصير للمنتخب في طشقند ، كما أن قبول العرض الأوزبكي أفضل بكثير من اللعب مع منتخبات متهالكة المستوى مثل جيبوتي وطاجكستان!  
يُلفت انتباهي هنا أن منتخب الهند عرض مؤخرا اللقاء معنا عبر شركة وسيطة ، وهذه هي المرة الثانية التي تبدي فيها الهند رغبة في مواجهة منتخبنا مع تباعد زمني طويل بين العرضين .. جاء العرض الأول عام 1979 وكان عرضا (ميلودرامياً) يشبه حبكة الأفلام هناك ، إذ تلقى الاتحاد العراقي وهو يُعدّ منتخبنا لدورة الخليج العربي الخامسة في بغداد مقترحا بإرسال المنتخب الهندي إلى بغداد تحت شرط واحد هو أن تكون درجة الحرارة التي تجرى فيها المباراة بين (15) و(30) درجة مئوية .. وبرغم أننا كنا وقتها في فصل الربيع ودرجات الحرارة لا تتخطى في العادة ذلك المعدل ، فإننا تعاملنا مع المقترح بالتجاهل الشديد ولم يكلف الاتحاد نفسه حتى عناء الرد ، ولم يكن تصرفا غريبا ، ذلك لأن الاتحاد الهندي هو الذي طلب المباراة يوم كان منتخبه يخرج مُثقلا بالهزائم السداسية والسباعية ، بينما كان منتخبنا يقف بين النخبة المميزة من منتخبات آسيا كلها ، فكيف تحمل البرقية الهندية مثل هذه اللغة الغريبة؟!  
واستطرادا في فكرة اللعب مع الهند ، ينبغي أن نشدد على تبدّل الأحوال في يومنا هذا .. المنتخب الهندي يسير منذ سنوات على خط بياني رائع بعد أن التفت رجال الأعمال والسياسة هناك إلى كرة القدم وخصصوا كثيرا من الدعم الذي يقدم لرياضة مثل الكريكيت أو الكابادي إلى كرة القدم ، والوقائع هي التي تثبت هذا ، أقربها عام 2019 حين ظهر المنتخب الهندي على مسرح نهائيات كأس آسيا في الإمارات وافتتح البطولة بفوز رباعي على تايلاند بعد أن قدم عرضا تجلت فيه براعة محترفيه الذين يلعبون في دوريات أوروبية!  
كنا في الأمس نستخفّ بعرض مثل الذي قدمته الهند عام 1979 ، وقد رصدتُ مؤخرا بعض ردود الأفعال العراقية على فكرة اللعب مع منتخب الهند في يوم من أيام الفيفا ، ووجدتُ ثباتا في لغة السخرية ، ولا أرى مبررا لها .. فمن حق منتخب الهند أن يسعى للعب مع منتخب أقوى منه كالمنتخب العراقي ، تماما كسعينا في يوم مضى الى اللعب مع البرازيل وتقبّـل الخسارة السداسية معها!  
هكذا فقط يتحقق التطور المنشود .. قبل خمس سنوات ، أي في شباط 2016 ، كان المنتخب الهندي في الترتيب (162) على لائحة التصنيف الدولي ، وفي قائمة شباط 2021 ظهر في المكان الـ (104) .. إنها مسافة تفصل بين ماض تولـّى ، وواقع الحال اليوم .. مسافة تستوجب التأمل!