فايروس من نوع آخر

الرياضة 2021/03/04
...

خالد جاسم
أكادُ أمتلكُ كثيرا من التصورات والتفسيرات وهي أقرب الى الواقع تجاه أي مشكلة أو حدث تتقاطع فيه الآراء  وتشتد حوله وجهات النظر وتحتدم عليه النقاشات بين أهل الشأن في كرة السلة العراقية . ومن لا يعرف حقائق الأمور في وسط هذه اللعبة ربما تستعصي عليه معالم الفهم والإدراك الحقيقي لما يحدث هنا أو هناك برغم ان أساس المشكلة كما يقولون ان وسط كرة السلة العراقية قد أصيب بعدوى فيروسية مدمرة ما كان لها أي وجود حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي وانتقلت الى هذا الوسط ربما نتاج تغير السلوكيات وأنماط التعامل الرياضي وحتى تبدل العقليات ورسوخ منطق المصالح المتضادة والمنافع المتبادلة وهو وان كان منطقا سائدا في عالمنا الرياضي لكنه لم يستفحل أو تكون له اليد الطولى في وسط كرة السلة العراقية كما يحدث منذ زمن وإمتداداته الى الوقت الراهن .
أتأثر كثيرا حد الألم والشعور بمرارة الإحباط عندما تتراءى أمامي صور ومشاهد أشخاص ونماذج كانت حتى الأمس القريب تشكل علامات مشرقة وإيجابية في مسيرة كرة السلة العراقية لكنها استحالت الى تماسيح تريد التهام كل من حولها والضرب عرض الحائط بكل القيم والمفاهيم النبيلة التي كما سبق القول كانت مضرب الأمثال في الرياضة العراقية لأنها حاضرة فقط في الوسط السلوي العراقي . وأشعر بكثير من الأسف والتأسف لأن زملاء وأحباب الأمس من أهل اللعبة وروادها وأبطالها في كل المشاهد والمواقف وقد استحكمت بينهم عقد الخلاف وامتدت اليهم فيروسات تدمير بعضهم للبعض الاخر وعلى خلفية أمور ليست جوهرية أو أساسية في اللعبة بقدر ارتكازها على توافه الأشياء وهامشية القضايا وعلى أسس تناقض المصالح وتضارب الاتجاهات التي تنعكس جميعا في صور ميلودرامية بالغة الحزن والقسوة على من يتابع المشهد السلوي العراقي ويحتفظ بذاكرة نابضة وجميلة عن أبناء وزملاء الأمس الذين صاروا نقضاء هذا الماضي الجميل بل ومثلوا به وشوهوا معالمه البديعة بكل ما كانت مفردات ذلك الماضي حبلى أصلا بالبؤس العام .