محترفون بلا طعم؟

الرياضة 2021/03/13
...

احسان المرسومي
لعبَ الاحتراف الناجح دورا مهما  في تطور دوريات المنطقة ، حتى اضحت هذه الدوريات في مراتب متقدمة ضمن لائحة الافضل في قائمة الفيفا . فدوريات  مثل السعودي والاماراتي والقطري وصلت الى مديات بعيدة على المستوى الاسيوي والدليل ان قائمة فرق المربع الذهبي لنهائيات الاندية الاسيوية قلما تخلو من ناد سعودي او قطري وبنسبة اقل الاماراتي . ان ما وصلت اليه هذه الاندية من تطور لم يأت من فراغ بل نتيجة الخبرات المتراكمة لمجلس اداراتها التي تعين مديرا فنيا يرسم لها خارطة طريق وينصحها بالتعاقد مع لاعبين على مستوى عال ، لذا تجد  المحترفين في تلك الاندية  عادة ما يتصدرون  الهدافين لان اختيارهم بالحقيقة جاء بعناية فائقة ودراسة مستفيضة .
اما عملية الاحتراف لدينا فهي معكوسة تماما، ولم تجر وفق الاعراف والبروتوكولات التي تسير عليها الاندية العالمية من خلال معايير ومراقبة مستوى  اللاعبين الذين ترغب باستقطابهم  ، فتجده يقدم كل ما لديه من اجل المحافظة على تواجده في التشكيلة الاساسية ، وهو يعلم علم اليقين ان اي تراجع في مستواه يعني دق اخر مسمار في نعش تجربته الاحترافية ، بينما اغلب انديتنا  تتسابق على تواجد محترفين باسعار بخسة  من دون الاهتمام بمستوى ذلك المحترف وفق  قاعدة بيانات ومراقبة لمستواه ومدى امكانية خدمته للفريق .
 من هنا جاء السباق المحموم للتعاقد مع ثلة من لاعبي القارة السوداء، وعلى كثرتهم لدينا في الدوري لم يبرز من بين هؤلاء سوى البعض منهم لم يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ، بل والادهى من ذلك ان قائمة الهدافين وصناع اللعب والمدافعين خلت تماما من اسماء هؤلاء ، ومن هنا نقول ان عملية الاحتراف تقتصرعندنا مع بداية كل موسم على اجراء  مداورة  (جرخلة ) ومناقلة للاعبين بين الاندية  من دون ان يكون المستوى الفني هو المعيار الحقيقي .
صحيح ان المبالغ المخصصة لهؤلاء (المستهلكين )  لاتوازي ولاتقارن بما تقدمه ادارات اندية دول الجوار لمحترفي انديتها، الا ان في حقيقة الامر ان منتخبات تلك الدول هي المستفيد الاول والاخير من قوة دورياتها  ، لذا اصبح من الضروري ان تعي ادارات انديتنا  مستقبلا اهمية اختيار المحترفين بعناية فائقة ، وغير ذلك،  فان من الافضل لها ان تستثمر ميزانيتها في اكتشاف مواهب صغيرة عراقية يكون لها شأن كبير في المستقبل عبر اكاديميات مرتبطة بالنادي ، بيد ان ذلك  يحتاج الى عمل دؤوب ومراقبة ومتابعة الفرق في المناطق الشعبية ، واختيار الافضل  منهم بغية  صقل مهاراتهم وتجهيزهم بخبرات محلية وعالمية ، عندئذ نطمئن على كرتنا.