المدرب الحلقة الأضعف !

الرياضة 2021/03/15
...

طه كمر
في جميع بلدان العالم يعد المدرب عملة نادرة وشخصية راقية ومن الصعب المساس به وبكرامته ، فقط في العراق نشاهد مدربينا وللأسف باتوا الحلقة الأضعف مع جل احترامي لجميع المدربين ، علما انهم لم يمتهنوا تلك المهنة اعتباطا أو بمحض الصدفة بل تدرجوا من مرحلة اللعب الى مرحلة التدريب ، بزجهم في الدورات التدريبية المعتمدة بجميع فئاتها الـ C وb و A و PRO ليصبحوا مدربين بإمكانهم قيادة الفرق المتنافسة في مسابقة الدوري الممتاز.
اليوم ومن خلال متابعتنا لماراثون الدوري وجدنا ان المدرب هو الحلقة الأضعف في المعادلة الكروية ، لسهولة إناطة أي مهمة تدريبية به مع عدم ضمان حقوقه في العقد المبرم بين الطرفين بطريقة بدائية جدا ، وهذا لم يأت من فراغ بل يعد نتاجا للظروف الصعبة التي يعيشها الرياضي بصورة عامة والمدرب بصورة خاصة ، والتي ترغمه على قبول أي عقد مهما كانت قيمته المادية والاعتبارية حتى ان كان لا يتلاءم مع ثقله في الساحة الرياضية ، فهو إنسان كسائر البشر وليس لديه مصدر رزق سوى ممارسة عمله التدريبي الذي يعيل اسرته من ورائه ، وهذا لمسناه وللأسف بعد أن تمت إقالة أكثر من مدرب بطريقة غير حضارية ولا تمت للرياضة بأي صلة.
الأمثلة كثيرة على المدربين الذين غادروا أنديتهم من دون الحصول على مستحقاتهم المالية بعد ثلاث هزائم أو أربع ، علما ان المدرب لا يتحمل مسؤولية الخسارة في ظل ظروف عصيبة يعيشها النادي والكل يعرفها جيدا من خلال خواء ميزانيات الأندية التي فرضت على المدربين القبول بأبخس الأثمان ، ليكون المدرب ضحية تخبط وسوء تنظيم وعمل فوضوي بعيدا عن الاحترافية لإدارة النادي ، ولو تعمقنا في دهاليز هذا الموضوع لوجدنا أن أغلب أنديتنا تعمل بطريقة تشبه الى حد ما العمل في الفرق الشعبية ، لتبدأ عملية تدوير المدربين بين الأندية مجددا ولا أعرف ما الغاية من تجريب مدرب أقل خبرة من سابقه الذي أقالته الإدارة لأنه فشل في وصول فريقها إلى بر الأمان.
يبقى الشغل الشاغل الذي يجب أن يلتفت اليه المسؤول عن آلية التعاقدات ومتعلقاتها هو المدرب المساعد وبقية أعضاء الجهاز الفني الذين تتم إقالة أو استقالة مدربهم ليبقوا في حيرة من أمرهم ، هل يستقيلون أم يبقون ؟ وان بقوا فبالتأكيد ستقيلهم الإدارة على خلفية إناطة المهمة بمدرب جديد سيأتي بجهازه الفني المساعد معه ، وهنا يبخس حق أولئك الجنود المجهولين الذين عملوا خلف الكواليس وقدموا خدمة كبيرة للمدرب الأول وللنادي من دون أي فائدة مادية أو معنوية ولا حتى ذكر أسمائهم ، لأن الفوز يحسب للمدرب فقط والإخفاقة والإقالة تعم عليهم.