ارتفاع الدولار يعيد المحتجين لشوارع لبنان

الرياضة 2021/03/15
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
لبنان الذي لم يعد يملك ترف الوقت باتت مراكبه الاقتصادية والاجتماعية قاب قوسين أو ادنى من الغرق، والذي أعادت هستيريا الدولار ابناءه الحيارى الى الساحات للاحتجاج، حيث يعيش اليوم لحظة الحقيقة المرة: لا حكومة في الافق القريب، والتشكيل المنتظر للمكلف سعد الحريري بات مرهوناً بتوازنات معقدة في جناحيها الداخلي والخارجي، والوضع المعاشي أضحى في الحضيض بعد الانهيار غير المسبوق للعملة الوطنية. 
آخر المعلومات التي حصلت عليها "الصباح" في الملف الحكومي الشائك، هو تحرك جديد لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مدعوماً بقوة من حليفه حزب الله الذي سيعود وفده الرفيع من موسكو بمباركة روسية لهذا الجهد، المراقبون ورغم تعقيد المشهد اللبناني ربما يعولون على التعاون بين حزب الله و موسكو لفك العديد من الشفرات التي باتت تعترض حكومة الحريري على أن يكون التحرك الداخلي للسياسي المخضرم نبيه بري، ويتولى حزب الله عملية الضغط على حليفه التيار الوطني الحر من أجل إبداء المزيد من المرونة في هذا المسار المتعثر.
غير أن بري ربط حركته بموافقة من الرئيس اللبناني ميشال عون يبلغها لحزب الله على الموافقة على تشكيل حكومة من 18 وزيراً وفق المعادلة المعروفة 6-6-6، بحيث لا يمنح أي طرف مزية "الثلث المعطل"، وتتم حلحلة عقدة الداخلية والعدل بالتنسيق مع بري ومع باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وأحد أعضاء فريق الأزمة الفرنسية التي شكلت للتشاور مع الأطراف اللبنانية من أجل الدفع باتجاه تشكيل الحكومة.
وذكر رئيس وفد حزب الله المتوجه الى موسكو النائب محمد رعد، ان "العلاقة بين الحزب وروسيا بدأت منذ سنوات، وتحكمها نقاط اهتمام مشترك ومصالح مشتركة ونظرة واحدة أو متقاربة جداً نحو الأوضاع في المنطقة، وضرورة استقرار هذه المنطقة من أجل أن تستثمر شعوبها خيرات الدول التي تقيم فيها أو تنتمي إليها".
مضيفاً: أن "جلسات نقاشنا سوف تتحدد ما بين وزارة الخارجية ولجنة الخارجية في مجلس الدوما وبعض المسؤولين"، متابعاً "نأمل أن تأخذ روسيا دورها الطبيعي في مواكبة المساعي القائمة والضغط من أجل تسريع الحلول المطلوبة، التي يقررها الشعب اللبناني"، وشدد رعد على أنه "لا ينبغي التفكير بأي خيار الآن غير خيار الإسراع في تشكيل الحكومة، لأنه المدخل الطبيعي لإعادة الأمور إلى نصابها ولو على مراحل، وهو مفتاح الاستقرار في لبنان الآن".
في الموازاة، أكدت مصادر تيار المستقبل ان "الرئيس المكلف الحريري لم يصله أي اقتراح، ولا صحة لما يقال عن لقائه باللواء عباس إبرهيم حيث ان آخر لقاء بين الرجلين منذ أسبوعين"، وشدّدت المصادر على انه "حين يتبلغ الحريري رسمياً بموافقة رئيس الجمهورية والوزير السابق باسيل بمبدأ تشكيل الحكومة على قاعدة 18 وزيراً من جملتها ستة وزراء لعون سيكون لكل حادث حديث"، مشيرة الى ان "العقدة الرئيسة التي تحول اليوم دون ولادة الحكومة هو (الثلث المعطل) الذي يتشبث به كل من عون وجبران باسيل". 
وعلمت "الصباح" ان شرطاً جديداً بات يتداوله الحريري مع جلّاسه مفاده حصوله على ضمانة بأن يمنحه التيار الوطني الحر الثقة في عملية التصويت بالمجلس النيابي مقابل حصول التيار على الوزراء الستة. 
الى ذلك، وصف مستشار رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" رامي الريس، المسؤولين اللبنانيين بالخيانة العظمى بقوله: "إذا كانت الموجبات القانونية على توصيف الخيانة العظمى لا تنطبق على الإهمال المتمادي من قبل المسؤولين عن تشكيل الحكومة، فعلى ماذا تنطبق؟ إلى أين سيصل الدولار في صعوده؟ ومن يلجم جشع التجار ويوقف التضخم؟ ماذا عن عشرات آلاف الأسر التي أصبحت تحت خط الفقر المدقع؟".
وشهدت مختلف المناطق اللبنانية احتجاجات صاخبة على وقع الارتفاع الجنوني للدولار وبلوغه 12500 ليرة، حيث قطع المحتجون على الأوضاع المعيشية والاقتصادية؛ عشرات الشوارع الرئيسة على امتداد الخريطة اللبنانية.