خليجي العراق

الرياضة 2021/03/18
...

 علي حنون
استهلالا، وكما وردنا، فان ملف استضافتنا لخليجي 25، أُحيل الى الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج للبت فيه وهذا ربما يعطي بادرة أمل في الموافقة على تضييفنا للنسخة المذكورة، إلا أن الأمر في طياته، لا يخلو من (خشية) وليس سوى غرس لبذور أمل لن يأتينا بجديد، ذلك ان الامر كان يُمكن ان يُحسم على طاولة المكتب التنفيذي للاتحاد بأن يعطي (الاخير) قراره الايجابي وتبدأ رحلة الإعداد العراقي لاحتضان البطولة، وليس رمي الكرة في ملعب الجمعية العمومية لان ذلك يعني أن هناك عدم توافق بين الأصوات المُؤثرة في ملف البصرة.
واعتمادا على قراءتنا لتفاصيل المشاهد السابقة، التي تتعلق بملف استضافة العراق لبطولة الخليج، كُنا ومازلنا نعي أن إناطة مُهمة تنظيم إحدى النسخ للعراق هي ضرب من الخيال لعديد الأسباب لعل في طليعتها أن بين اخوتنا في بعض دول الخليج من لا يجد في كوادرنا الإدارية والفنية والتنظيمية قدرة حقيقية على الفلاح في تنظيم البطولة، الى جانب رؤيتهم غير الواقعية حول مُجمل المفاصل، التي تتعلق بالأوضاع العامة وخاصة الأمنية منها، والتي دائما ما يجعلوها الشماعة، التي تفرق عصا التقاء وجهات نظر دول الخليج للخروج، وتجعلهم لا يتفقون على رأي قطعي، لكننا مع ذلك كُنا في كل مرة نغض الطرف ونُمني النفس بان تعاطفا مع ملفنا سيكون حاضرا، لاسيما وان الأجواء السياسية مع اغلب الأشقاء، باتت تذهب باتجاه دعم ملف البصرة.
نقر استهلالا انه ليس جميع (الاخوة) يقفون بالضد من مساعينا وبعيدا عن شاطئ تطلعاتنا، فبينهم من هم داعمون في الظل والعلن لرغبتنا لكنهم يقينا ليسوا الصوت الأعلى بين أصحاب القدح المُعلى، بدليل أن صوتي الكويت وقطر اللتين جهرتا غير مرة بدعمهما لملف البصرة، لم يشفعا لنا في نيل الموافقة النهائية والحصول على مُباركة الآخرين، الذين بدا أن موقفهم في العلن هو غير رغبتهم عند اتخاذ القرار..ربما الصدمة، التي نعيشها هذه المرة كبيرة بعدما وجدنا وعودا من غير شقيق في دعم ملفنا، إلا أننا ووسط تلك العهود تناسينا أن نقف على حقيقة موقف من بيدهم قرار تسمية من سيستضيف البطولة، وذهبنا في تطلعاتنا بعيدا اعتمادا على ابتسامة من لا يُشكلون في اتحاد الخليج سوى أرقاما تُحسب عند الحضور ولا يُؤخذ برأيها عند اتخاذ أي قرار.
وللإنصاف ومن باحة الإطلالة على المنطق، لا يُمكن أن نرمي بكرات المسؤولية في ملاعب الآخرين فقط مع أنها الكرات، التي تضرب الأهداف، لان واقع الحال يُحتم علينا قراءة أوراقنا بدقة عندها سنرى أن بيننا من اسهم ويُسهم في إرسال رسائل سلبية مُباشرة أو غير مُباشرة عند كُل موعد لنسف أي جهد يرمي الى تسمية ملف العراق لتنظيم البطولة..ورغم أن المنظومة الأمنية هي السبب المُعلن عند اخوة العراق، إلا أن دهاليز اتخاذ القرار أبعادها غير ذلك.
وبالعودة الى شركاء إفشال الجهود، فان الإعلام وتحديدا الفقرات، التي تتناولها بعض البرامج الرياضية اسهمت هي الأخرى سواء كانت عن قصد أو سوء تعاطي في دعم رغبات من لا يود أن تكون ملاعبنا مسرحا للبطولة، ومعهم أيضا هناك من أصحاب الشأن في المنظومة الرياضية، الذين ربما لا يجدون أنفسهم قادرين على تحقيق النجاح وبالتالي يعملون بدورهم على درء مسؤولية الأمر وتبعاته عن ساحتهم وبالتالي الدفع باتجاه عدم منح ملف البصرة الضوء الأخضر للتنظيم.
وفي النهاية تبقى الأنظار شاخصة تترقب قول الاتحاد العراقي لكرة القدم ممثلا بالتطبيعية بشأن المسار، الذي تتخذه، انتفاضا لهذا الاستخفاف!. وهل ستكون لها رؤية تُعيد (الكرامة) لمنظومة كرتنا، أم أنها ستجعل الأمور تذهب باتجاهاتها المعهودة من اللهث وراء المشاركة في النسخة القادمة أينما تقام؟.