التخطيط الغائب

الرياضة 2021/03/18
...

خالد جاسم
 أي فريق مهما كان حجمه أو لونه يحتاج في لعبة مثل كرة القدم الى مواصفات فنية وجملة من المؤهلات التي تجعل منه جديرا بالمنافسة أو التنافس على لقب هذه البطولة أو كأس تلك الدورة .هكذا يقول المنطق أو هكذا تجري الأمور ..أما الركون الى الحظ والاعتماد على ما تهديه السماء أو انتظار احدى المعجزات فهي مسائل قدرية لا دخل فيها للبشر حتى وأن اعتقد كثيرون أن زمن المعجزات قد ولى، وصارت فعالية محترفة بل وأصبحت صناعة وتجارة مثل كرة القدم تعتمد التخطيط السليم والمنهج العلمي في كل شيء ولا مكان فيها للحظ وهدايا السماء . ومؤكد أن فوز منتخبنا الوطني بلقب كأس أمم اسيا في صيف 2007 لم يأت نتاج تخطيط  منهجي مدروس بقدر ما تضافرت على تحقيقه جملة عوامل وظروف كان من بينها الحظ بكل تأكيد برغم أن المناخ  السياسي والظرف الذي كانت تمر به البلاد عضدت الجانب المعنوي وعمقت الروح الوطنية المستندة الى العزم والارادة لدى اللاعبين في تحقيق الانتصار مع ما كان حاضرا لدى اللاعبين من مواصفات فنية وبدنية ارتكزت على بلوغهم مرحلة متقدمة جدا من النضج المهاري والحس التكتيكي البارع مع الانسجام والخبرة المتراكمة من سنوات التدرج المنطقي الصحيح في تمثيل المنتخبات الوطنية، ومن هنا فان المنطق الواجب يقتضي ضرورة التخطيط السليم في مراعاة التدرج الفني والزمني في بناء المنتخبات الوطنية بشرط توافر عامل مهم جدا وهو الاعتماد على الأعمار الحقيقية للاعبين وغلق ملف التلاعب بالأعمار والتزوير وهو أمر يلقي على لجنة المنتخبات الوطنية في اتحاد الكرة سواء بنسخته التطبيعية الراهنة أو بانتظار الولادة القادمة للاتحاد الجديد مسؤولية جسيمة في متابعة دقيقة وحثيثة للمنتخبات الوطنية  من أجل بلوغ مرحلة التدرج العمري الصحيح في هذه المنتخبات وفقا للاستحقاقات وليس أن يكون بناء كل منتخب من أجل المشاركة في مناسبة أو مناسبتين ومن ثم تسريح لاعبيه وملاكه التدريبي لنبدأ بعد ذلك بناء منتخب اخر في حلقات عبثية من البناء الارتجالي الذي أضاع علينا الكثير من الجهود كما أحرق الكثير من المواهب وهدر خدمات ثمينة لبعض الكفاءات الرائعة في التدريب ..متى يتوقف الارتجال ونعتمد التخطيط العلمي ..ذلك هو السؤال ..؟!