الزوراء .. أزمة متجددة

الرياضة 2021/03/23
...

خالد جاسم
 لست بحاجة هنا إلى تجديد ذكر الحقائق المتعلقة بنادي الزوراء في تاريخ الرياضة العراقية وفي مجال كرة القدم تحديدا، لكن واقع الحال الصعب والمرير الذي عاشه النادي الكبير ولا يزال في ظل الأزمة المالية الخانقة والمزمنة، يلقي ظلالا قاتمة على حاضره قبل مستقبله المنظور، وهي أزمة لا علاقة لها بموضوعة التقشف وشد الأحزمة على البطون وخواء ميزانية الدولة كما يتصور كثيرون، ذلك أن الزوراء وبغض النظر عن اسمه وتاريخه وكيانه عرف دائما بأنه ابن الدولة العراقية، ولا علاقة للأمر هنا بكون اسمه مرادفا لاسم بغداد العاصمة، أو اقتران الاسم بأول جريدة رسمية صدرت في العراق في عهد الوالي العثماني مدحت باشا، وإنما صار ناديا مدللا من الدولة للمعان اسمه ووقع الاسم في النفوس وقبلها القلوب، ولأنه يتبع وزارة عراقية مهمة هي وزارة النقل، وهي كما تقتضي الأصول والضوابط والتشريعات مسؤولة عنه ماليا وتنظيميا، ناهيك عن رئاسته التي يقف عليها أحد أكثر نجوم الكرة العراقية شهرة وشعبية وهو الكابتن فلاح حسن الذي تحمل وزملاؤه في الإدارة ما هو فوق قدرة الاحتمال نتيجة النزف المالي المستمر وما يخلفه من اثار مدمرة زادتها بؤسا المسيرة السلحفاتية القاتلة لمشروع بناء ملعب النادي الذي أصاب الزورائيين في مقتل نتيجة تلكؤ وبطء وسوء التنفيذ . 
وعندما نقول إن ما يعيشه الزوراء لا علاقة له بالتقشف واجراءاته وما فرضه من قيود ثقيلة، فلإن وزارة النقل ومنذ زمن مسؤولها الأول السابق باقر الزبيدي قد اسهمت بطريقة أو بأخرى في إطالة أمد المحنة الزورائية ماليا برغم دخول عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة وقتذاك على خط الأزمة الساخن في كثير من المرات واخرها في عام 2016، وكانت المرة الأولى عندما اجتمع بالإدارة الزورائية التي قدمت له شرحا تفصيليا بجوانب الأزمة واثارها وتداعياتها على النادي العريق، والمرة الثانية تدخل عبطان بشكل ميداني عندما توجه لزيارة الزبيدي وزير النقل في حينه، لأجل عيون نادي الزوراء بشكل خاص، ليس لقناعة كاملة منه بعدالة المطالب الزورائية وعمق الأزمة الخطيرة التي يعيشها الزورائيون, بل لإيمان حقيقي متجسد في شخص عبطان أوجب عليه التدخل بهذه الطريقة، وهو إيمان نابع من تقديره لمكانة الزوراء ودوره الكبير على خريطة الرياضة العراقية .
وبعد أن فاز الزوراء بلقب الدوري لم يتردد عبطان في إنعاش النادي بمبلغ 100 مليون دينار باعتباره وزير النقل وكالة وهي التفاتة جميلة لاقت الكثير من الصدى الطيب في نفوس الزورائيين.
وقبل مدة وجيزة استقبل وزير النقل رئيس وأعضاء الهيئة الادارية للزوراء التي جددت بسط تفاصيل معاناة النادي العريق على طاولة الوزير وفي مقدمتها بالطبع مشكلة الملعب المتأخر الإنجاز كما وعد الوزير السابق احمد العبيدي أن تكون هذه المشكلة على رأس أولويات عمل وزارة الشباب والرياضة، مع إننا تابعنا كذلك أكثر من زيارة ووعد من الوزير الحالي عدنان درجال في انجاز الملعب الزورائي  وتجددت الوعود في زمن وزير النقل السابق عبد الله لعيبي  ومن ثم استمرار الأزمة المالية المستحكمة واطلالتها المزعجة والمؤذية في كل موسم تتطلب من وزير النقل تدخلا مباشرا ودعما استثنائيا للنادي الكبير كي يتمكن من الوقوف على قدميه ويمشي في درب النجاح واثق الخطوة..متألقا كما عهدناه.