أنواع ومهام المدير الفني في الاتحادات الكروية
الرياضة
2019/02/08
+A
-A
قراءة / علي النعيمي
مرة ثانية يتجه اتحاد الكرة العراقي الى الخبرات الإدارية الأجنبية لشغل منصب المستشار التقني او المدير الفني الذي ستوكل إليه الكثير من المهام والأدوار لبناء الستراتيجيات والتخطيط الصحيح مع وضع الأهداف المستقبلية وتنفيذها بآليات تتماشى مع عجلة دوري الكرة والعطل الرسمية وظروف البلد بالإضافة الى تطوير اللعبة ومستوى المدربين وتقويمهم بشكل مستمر، وهنا يجب تسليط الضوء على مهام وأنواع هذه الشخصية الفاعلة التي باتت احد متطلبات «الفيفا» لاسيما بعد ان استعان الاتحاد الاسيوي بـالأسكتلندي أندي روكسبورغ لشغل منصب المدير الفني لتطوير كرة القارة الصفراء بصفته الدائرة التي تحرك مفاصل الاتحادات لحظة تنفيذ السياسات النهضوية والإجراءات الإصلاحية مع تقييم كل مرحلة من مراحل العمل، بعبارة أخرى ان المدير الفني لأي اتحاد : شخصية علمية وعقلية اكاديمية لديها القدرة على قيادة وتطوير أداء وعمل المدربين واللاعبين وفق اليات حديثة وبرامج متفق عليها مسبقاً، قابلة للتغيير والتعديل علاوة على تنفيذ المهام الإدارية والتخطيطية التي تعنى بوضع الستراتيجيات المستقبلية أو الآنية لغرض تطوير الواقع الكروي في أي اتحاد او مؤسسة كالأندية مثلا.
النوع الأول
هناك أنواع عديدة للإدارة الفنية في الاتحادات، النوع الأول الذي يعرف بـ» Technical Director of Coaching and Planning for soccer « وهو المدير يعنى بتطوير المدربين وتطبيق برامج الاتحادين القاري والدولي بأحدث متطلبات اللعبة وإنشاء دائرة فنية مشتركة هدفها تطوير واقع الكرة ومساعدة جميع مدربي المنتخبات الوطنية بالمشورة والرأي الفني ومن ثم إعادة تقييم نتائجهم وطريقة تدريبهم، ووضع فلسفة تدريب موحدة لطرق اللعب وأنظمة اللعب لجميع المنتخبات الوطنية قابلة للتطوير بالتزامن مع الدراسات الفنية والتحليلية التي تنشرها اللجان الفنية التابعة للفيفا وشركات الاحصاء والتحليل الرصينة الخاصة التي هدفها تطوير مبادئ اللعب واساليبه بغية الوصول الى مقومات الكرة الحديثةـ بالإضافة الى الارتقاء بثقافة التعاقدات الموجهة في الدوري المحلي وتحديد أسعار وعدد اللاعبين المحترفين .. الخ.
النوع الثاني
هو « Technical director of strategic development and programmers» الذي يعطي الوصفة السحرية المثالية لتطوير المشاريع المتلكئة وتنمية وتنفيذ برامج التخطيط السابقة بشأن إدارة كرة القدم نحو فلسفة جديدة ونشر اللعبة بشكل حداثي متجدد والتثقيف لها وتطوير الستراتيجيات المستقبلية المتعلقة بدءاً بالية الدوري والتوجه نحو الاحتراف وصناعة الكرة القائمة على الاستثمار الرياضي واستقطاب الموظفين وتقدير الميزانيات المستقبلية لإدامة المشاريع وتقديم التقارير الفنية والإدارية التقييمية الى المكتب التنفيذي في الاتحاد.
العلاقة مع المنتخبات
للمدير الفني في أي اتحاد العديد من المهام والواجبات التي تتعلق بالمنتخبات وتطوير اللعبة ومنها:
• تطوير وتعليم المدربين بصفتهم الركيزة الأساس في كرة القدم ومن ثم إعداد اللاعبين.
• تطوير وتفعيل برامج الاتحادين القاري والفيفا بشكل متعدد انسجاما مع بيئة اللاعبين وظروف البلد.
• تكوين فريق عمل مشترك داخل الإدارة الفنية وتعشيق حلقات التواصل والربط بين جميع المنتخبات عن طريق وضع البرامج الإعدادية لهم بما يؤمن لهم الاعداد الأفضل في الاستحقاقات المقبلة.
• مساعدة جميع مدربي المنتخبات بالمشورة والرأي الفني ودعمهم بالتحليل والبيانات وطرق التدريب لحل المشاكل الفنية التي تواجه عملهم باعتبار الإدارة الفنية هي المرجع لجميع المدربين فضلا عن تقييهم.
• وضع فلسفة تدريبية موحدة لطرق اللعب وأنظمة اللعب لجميع المنتخبات الوطنية قابلة للتطوير بالتوازي مع الدراسات الفنية والتحليلية التي ينشرها الفيفا بشأن مبادئ اللعب بغية الوصول الى الكرة الحديثة.
العلاقة مع الأندية
هناك بعض الاتحادات تمنح المدير الفني السلطة في التدخل لتنظيم آلية المسابقة بالتنسيق مع الأندية لوضع ضابطة تقنية مرنة ومتجددة هدفها تطوير اللعبة ودعم اللاعب المحلي على غرار:
• الاطلاع على فلسفة وسياسة الأندية وأهدافها من المشاركة في الدوري على سبيل المثال: هل ان هذا النادي هدفه البقاء في الدوري أو المنافسة على اللقب من اجل التركيز على اللاعبين الذين تتم دعوتهم الى المنتخبات الوطنية ومراقبتهم والطلب من مدربيهم التركيز عليهم وتفهم أوضاعهم في انديتهم.
• تطوير عمل وأداء الأندية ومساعدتها في طرق البحث والكشف عن المواهب ان كانت ترغب في استثمار اللاعبين الموهوبين وإعادة بيعهم ثانية بعد صقل مهاراتهم.
• تثقيف الأندية والارتقاء بسياسة التعاقدات للاعبين على مبدأ ان أبناء النادي لهم الاولوية عبر التعاقدات المحدودة والمدروسة واحيانا الموجهة بعد اخذ المشورة الفنية فعلى سبيل المثال : بعد الانتهاء من التحليلين النوعي والكمي لمسيرة أي فريق في الدوري واكتشاف النواقص على غرار مشاكل خط الوسط وصناعة اللعب يبحث المدير الفني لذلك النادي عن الفريق الرديف واذا لم يجد يذهب الى فريق الشباب ومن ثم يتم التفكير باللاعبين المحترفين أو منع تكديسهم على ان تتم مراقبة مواهب النادي خلال مدة التعاقد مع هذا اللاعب المحترف من اجل تعويضه حال انتهاء التعاقد معه وأحيانا يرتأي المدير الفني في حال التعاقد مع أي مهاجم عليه جلب صانع الألعاب الذي في ناديه السابق من اجل الحفاظ على الجودة التهديفية والإفادة من الصفقة.
• تحليل مباريات الدوري والتركيز على نقاط القوة والضعف في الفرق بشكل دوري من أجل تقييم المسابقة عبر الإحصاء والتحليل الكمي لعمل الاستنتاجات الفنية والشواهد.
• عمل ورش عمل متطورة لجميع مدربي دوري الكرة المحليين عبر استقدام كفاءات اجنبية من اجل الارتقاء بواقع عملهم وليس الاكتفاء بالشهادات الممنوحة من الاتحاد الآسيوي.
• وضع سقف جديد لعدد اللاعبين المحترفين في كل ناد مع تحفيز اللاعب المحلي وإلزام الأندية بتطبيق سياسات تسهم في رفع واقع اللعبة مثلا تقليص عدد اللاعبين في النادي الواحد الى 25 لاعبا للذي ليس لديه أي مشاركات خارجية و30 لاعبا للذي لديه مباريات قارية في حال تقليص عدد اندية الدوري الى 16 نادياً.
• تصنيف اللاعبين في النادي الواحد الى ثلاث فئات، النجوم ولاعبي المنتخب الوطني واللاعبين متوسطي المستوى وأخيرا المواهب والخامات الذين يكون عددهم 7 لاعبين لكل ناد وعلى ضوئها يتم احتساب قيمة العقود.
• وضع سياسة مالية في التعاقدات كأن يتساوى اللاعبون في الراتب الأساسي لكل عقد لنحو 70 مليون دينار ويضاف له مبلغ 60 مليون دينار على دفعات تعتمد على عدد المشاركة في المباريات والمستوى الفني من اجل التحفيز على المثابرة والابداع لا أن يتساوى الذي يلعب مع الذي لا يلعب في قيمة العقد.
• إلزام كل مدرب محترف محلي او أجنبي بإجراء وحدتين تدريبيتين في اليوم صباحية ومسائية اغلبها تدور بشأن النواحي الخططية والمهارية من اجل سد نواقص اللياقة والخطط للاعبين ووصولهم الى الجهوزية الكبيرة عند دعوتهم الى المنتخب لا ان يأتي اللاعب وهو غير مكتمل لا الاكتفاء بوحدات الجم او الهرولة لأن أساس الاعداد والبناء في الأندية لا المنتخبات.
• إلزام جميع الأندية بالتعاقد مع مدربي لياقة ومدربي تحليل وتقييم الأداء وتزويد اللجنة الفنية بالتقارير الدورية من اجل الاطلاع على مخزونهم البدني وتفادي للحالات التي تحدث في المنتخبات.ولكن الأهم من هذا وذاك.. ان أي إدارة فنية يجب ان تعمل وفق ستراتيجية او خطط سابقة لغرض تطويرها وليس التأسيس لها من جديد من تحت الصفر لأن هذه آلية تتطلب عدة سنوات وإمكانات مالية والصبر
على النتائج.