الأولمبية .. كلاكيت ثاني مرة!

الرياضة 2021/03/28
...

طه كمر
 
ما بين موافق ومعترض على آلية العمل التي أنجزت على ضوئها الانتخابات الخاصة بالمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية، أسفرت تلك الانتخابات عن ولادة جيل جديد من شأنه أن يقود المنظومة الأولمبية للدورة الجديدة على أمل أن يأخذ على عاتقه بناء رياضة العراق بشكل يليق باسمها وتأريخها، ويحافظ على ديمومتها خصوصا بعد أن شهدت في الآونة الأخيرة فواصل من الشد والجذب بين المرشحين من جهة والمعترضين من جهة أخرى حتى وصلت الى بر الأمان. وما زال هناك قلق يساور الشارع الرياضي وكذلك المكتب التنفيذي الجديد إزاء ما آلت اليه الامور ، خصوصا بعد أن أفرزت لنا إرهاصات المرحلة مجموعة من المعترضين الذين هددوا باللجوء الى المحاكم والطعون التي من شأنها أن تنسف تلك الانتخابات ، كما في المرة الاولى التي تمت على ضوئها الانتخابات وأسفرت عن فوز سرمد عبد الاله رئيسا بينما وضعت الكابتن رعد حمودي خارج الحسابات ، ليذهب الأخير ومن معه من الخاسرين الى المحاكم ويكسبوا القضية لنجدهم اليوم هم أصحاب القدح المعلى في تلك اللعبة الصعبة. ويبقى الخاسر الوحيد رياضة العراق التي عانت الأمرين لتجد نفسها في عنق الزجاجة محاولة الخروج منه بأغلى الأثمان لكن على حساب مستقبل أناس كانوا يعوّلون على تلك الانتخابات التي أودت بهم خارج اللعبة تماما ، فلا نعرف ما تخبئه الأيام القادمة، لاسيما بعد أن أصبح طريق الاعتراض والطعن سهلا جدا للجميع، وهذا ما يجعل القلق يتسرب الى نفوسنا لكون الوليد الجديد بات مهددا بعدم الثبات ، اذا ما عرفنا انه وليد مشوه لدرجة تجعل الجميع حذرا مما تضمره الأيام القليلة القادمة بعد أن حفظنا الدرس لكثرة المطالعة فيه.
الامور قد تذهب الى المجهول والمعلوم بذات الوقت، فالمجهول الذي يخص مستقبل الرياضة العراقية بكل تأكيد ، لكوننا نعلم جيدا أنه لا رياضة ولا انجاز مع الصراعات والتجاذبات والمحاصصة ، بينما يجسد المعلوم موقف من خسر اللعبة أو أقصي منها أو أجبر على الانسحاب لكونه سيلجأ الى طريق الاعتراض والطعن مدافعا عن حقه الذي يعتقد بأنه سلب منه في وضح النهار بطريقة أو بأخرى طالما ان الموضوع بات سهلا والمحاكم جاهزة وتنتظر من يرتادها، وفي الوقت ذاته هناك مجموعة أخرى لم يسمح لها بولوج الانتخابات ليكون طريق المحكمة معبدا لها كي تدافع عن حقوقها لاسيما انها هددت وتوعدت بأنها ستطعن بشرعية تلك الانتخابات المزعومة ، فلا أدري أي مستقبل ينتظر رياضة العراق بعد ولادة عسيرة ومخاض كبير أسفر عن منظومة جديدة، يترقبها البعض بشغف للبدء بتحقيق الانجازات التي فارقتنا منذ زمن ، لكنه يعلم جيدا انها مهددة بالإلغاء والإعادة.