العود الى المألوف

آراء 2021/03/30
...

 سعد العبيدي 
 
ما من شك أن الحروب أيَّا كانت أشكالها، حروب نظامية أم حروب إرهاب أو عصابات، وفي أي ساحة تقع وفي أي بلاد تشن، تحرف نهج الحياة وتغير أساليب إدارة الدول والمجتمعات باتجاهات تتوافق مع مقتضيات حدوثها واستمرارها. 
فقد يحدث على سبيل المثال التشدد في التعامل مع الانسان استجابة لحاجة الحرب الى التشدد بغية ضبط وقعها وهي الأحوج الى التشدد في بعض الأحيان، وقد يحدث تقشف وتقتير تقتضيه الحرب للصرف على شراء الأسلحة والمعدات في غالب الأحيان، وقد تظهر في الشارع مظاهر تسلح، ونقاط سيطرة وتفتيش... الخ. 
وما حدث في العراق طوال خمسة عشر عاماً وربما أكثر بقليل من مظاهر غير اعتيادية طوال حربه مع الإرهاب لم يكن شاذا عن قاعدة التغير وانحراف النهج التي تقتضيها الحروب. الا ان الوضع قد تغير بعد هذه السنين، وحققت الدولة انتصاراً على فعل الإرهاب وأنهت الحرب بهيئتها التقليدية، حتى يمكن القول إنه لم يبق من وقعها شيء يمكن تسميته حربا، وما تبقى منها ما هو الا مهارشات متفرقة لا ترقى الى الحرب، ويمكن القول أيضا أن ما يحصل في ساحة العراق في الوقت الراهن، حاصل في كثير من البلدان التي لا تصنف الحاصل حرباً. 
وكذلك يمكن القول إن الأسلم والأصح للعراق حكومة وشعباً تغيير النهج ذي الصلة بالحرب، التوجه صوب الحياة الطبيعية المألوفة، إزالة بعض المظاهر الحربية بالتدريج، إعادة الشارع والدائرة ووقع الحياة الى ما كان عليه في السابق، التوجه الى البناء الديمقراطي الصحيح بغية تخليص الانسان العراقي من ضغوط الحرب النفسية التي سلطت على كاهله طوال هذه السنين، إعادته الى الوضع الطبيعي، حق له على الدولة ليكون أكثر سعادة ورضا وأكثر قدرة على
 الإنتاج.