مصداقية الخبر الصحفي

آراء 2021/03/31
...

  كاظم عبد جاسم الزيدي 
مما لاشك فيه إن للصحافة دورا أساسيا ومهما في دعم الحريات الاساسية ومن تلك الحريات حرية التعبير وحرية الاعتقاد والحريات الاجتماعية، وقد أباح القانون العراقي للصحفي الحق في الاعلام من خلال نشر الأخبار التي يحصل عليها من وكالات الانباء الخاصة وهيئات الاعلام الرسمية ومراسليها، ويتعين على الصحفي أن يعمل على فحصها وإعمال ذهنه وفكره فيها حتى يتبين له الصادق منها من الكاذب، ولغرض تسهيل مهمة الصحافة في خدمة الجمهور وما تقتضيه المصلحة العامة من اذاعة الاخبار لمصلحة الجمهور وبالرغم من حرص المحررين على التأكد من صحة الانباء التي ترد اليهم، فإن ذلك يتطلب وقتا وجهدا كبيرا من الصحفي نظرا لكثرة الاخبار وتنوع مصادرها في الوقت الحاضر، ولذلك فالصحافة حرة في التعبير عن الفكرة نفسها بخصوص الوقائع والاحداث، وتتمثل الاهمية الاجتماعية للخبر في عرض القضايا المهمة والضرورية من دون تحريف او تبديل، ويجب ان يكون هناك عرض موضوعي للخبر، سواء كان موجزا او بصورة تفصيلية على حجمه الحقيقي من دون تشويه أو تبديل باستعمال عبارات توحي بذلك، وان مصداقية الخبر الصحفي تعطي للصحفي الحق في نشر الاخبار الصادقة بوصفه 
حارسا على تطبيق الديمقراطية من خلال هذا النشر يتمكن من إعلام أفراد المجتمع بمظاهر الخلل فيه، وهذا الإعلام لا يتطلب من الصحفي سوى عرضه بأسلوب يهدف من خلاله إلى الوصول بالمجتمع لأبهى صورة، وان الصحفي عندما يمارس حقه في نشر الاخبار والمعلومات والتحقيقات الصحفية يفترض أن يتحقق لديه حسن النية، بمعنى انه لا يبتغي من عمله سوى النفع العام، أي الرغبة في إعلام الجمهور بإرشاده الى الصواب من الاخبار وتنبيهه على الاخبار الكاذبة ليتجنبها، والا يكون الغرض او الباعث شخصيا كالانتقام والتشهير، وإنما يتمثل بأداء 
خدمة عامة يقوم بها الصحفي لإعلام جمهور الناس بالاحداث التي لا يتمكن الفرد العادي من الوصول اليها بسهولة، ويجب أن يعتقد الصحفي بصحة الرأي الذي يبديه، بالإضافة الى صحة الواقعة، وان يكون الهدف من العمل الاعلامي نشر الحقيقة وايصالها بمصداقية الى المواطن، وهو الدور الحقيقي للصحافة.