الحكومة الأردنية تؤكد تورط الأمير حمزة في {مؤامرة}

الرياضة 2021/04/06
...

 
 عمّان : وكالات
 
قال ولي عهد الأردن السابق الأمير حمزة بن الحسين في تسجيل صوتي وزعته المعارضة، أمس الاثنين، إنه “سيخالف أوامر الجيش الأردني بوقف الاتصالات مع العالم الخارجي”، في تحدٍ واضح سيفاقم الأزمة في عمّان عقب اتهام الحكومة الأردنية الأمير بالضلوع في مؤامرة ضد المملكة، بينما رصدت كبريات الصحف والوكالات العالمية، الأوضاع المرتبكة وحالة الغضب التي سادت الشارع الأردني على خلفية “اعتقال” أو “حجر” الأمير حمزة، مشيرة إلى الارتباط القوي لولي العهد السابق بالقبائل الأردنية والمكانة الكبيرة التي يحظى بها هناك. 
وذكرت الحكومة الأردنية أن الأمير حمزة وشخصيات أخرى متورطة في المؤامرة التي حيكت ضد المملكة، سيحالون إلى محكمة أمن الدولة، وأوضحت أن الملك عبد الله الثاني، فضّل أن يتم الحديث مباشرة مع الأمير حمزة المتهم بمحاولة زعزعة استقرار البلاد، قبل نقل قضيته للمحكمة.
وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي في مؤتمر صحفي: إن “العملية التي تم من خلالها كشف نشاطات وتحركات لولي العهد السابق للمملكة الأمير حمزة بن الحسين، والشريف حسن بن زيد، وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين، إنما تمت بجهود الأجهزة الأمنية الأردنية”، لافتاً إلى أنه “قد تم بالفعل السيطرة على هذه التحركات ومحاصرتها وتمكنت أجهزة الدولة من وأدها في مهدها”.
وأضاف: “التحقيقات رصدت تدخلات واتصالات شملت اتصالات مع جهات خارجية بشأن التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الأردن”، وتطرق الصفدي للأحداث بشيء من التفصيل، قائلاً:إن “الأجهزة الأمنية رفعت توصية إلى الملك عبد الله الثاني بإحالة هذه النشاطات والقائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني”، وأشار إلى أن “العاهل الأردني رأى أن يتم الحديث مباشرة مع الأمير حمزة، ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة الهاشمية”.
الخبير والمحلل السياسي الأردني عريب الرنتاوي، قال في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية: إن “تصريحات الصفدي حملت جانباً من التصعيد مع الأمير حمزة، وهذا كان واضحاً كثيراً، وأعتقد أنه كان رداً على الفيديوهات التي سربها الأمير لقناة (بي بي سي)، والذي قام محاميه في لندن بتسليمها للقناة”، ووصف الرنتاوي تصريحات الصفدي في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأول الأحد، بأنها “لغة عنيفة، وضعت الأمير حمزة في قلب دائرة المؤامرة”.
وأوضح: “في البداية كانوا يقولون إن نشاطاته –أي الأمير حمزة- كانت توظّف من قبل البعض، ولكنه الآن هو المتآمر، من خلال اتصالاته وأنه سلّم تسجيل لقائه مع رئيس الأركان لباسم عوض الله، واتصل جهاز استخباراتي مع زوجة الأمير وعرضوا عليها طائرة خاصة لمغادرة الأردن، هذه مرحلة غير مسبوقة بالتعامل مع الأمير حمزة”.
وأوضح المحلل السياسي الأردني أنه “كما قال الصفدي فإن الأمور تُبحث داخل الاسرة الهاشمية، وإذا وجدوا طريقة للضغط على الأمير حمزة ووقفه عن كل هذه الأنشطة وعن هذه المواقف التي يسربها بين حين وآخر من الممكن أن تكون هناك تسوية”.
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركيةعن تفاصيل حملة الاعتقالات التي حصلت يوم السبت في الأردن، وطالت شخصيات وشملت العزل المنزلي لولي العهد السابق، الأمير حمزة بن الحسين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين عرب وغربيين في العاصمة عمان أن السلطات شددت إجراءات الأمن يومي السبت والأحد ونشرت وحدات إضافية من حرس الأمن في محيط القصور بالمدينة، مشيرة إلى توقيف أكثر من 20 شخصاً.
وأضافت المصادر، أن قافلة كبيرة ضمن 20 سيارة على الأقل تابعة لأجهزة الأمن وصلت السبت إلى منزل الأمير حمزة، وأضافت أن بعض عمليات التوقيف بحق أشخاص آخرين نفذت على يد ضباط ملثمين.
وعلى الرغم من تصريحات السلطات، التي قالت إن حملة الاعتقالات والعزل المنزلي للأمير حمزة جاءت في إطار “تحركات ونشاطات استهدفت أمن واستقرار الأردن”، نقلت “وول ستريت جورنال” أن عدة دبلوماسيين عرب وغربيين قللوا مما وصفوه بالشائعات حول محاولة لإسقاط الملك.
وأشار الدبلوماسيون إلى “غياب أي أدلة على تورط أي من عناصر القوات المسلحة الأردنية في المؤامرة المزعومة”، وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: إن “التوترات تفاقمت بالديوان الملكي على مدار بعض الوقت، لكن لا يبدو أن قرار اعتقال الأمير جاء رداً على أي تهديد وشيك”.
بدورها، قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أمس الإثنين، في مقال بعنوان “الغضب يهز الأردن وسط اعتقال منزلي للأمير حمزة”: إن “الملك حسين قام خلال أيامه الأخيرة باختيار نجله الأكبر عبد الله كولي للعهد ومن بعده نجله من زوجته المفضلة الملكة نور وهو الأمير حمزة في المركز الثاني لولاية العهد وربما دفع ذلك الملك عبد الله للقلق بشكل دائم فقام عام 2004 بتجريد الأمير حمزة من منصبه وتعيين نجله هو كولي للعهد”.
ولفتت إلى أن “الأمير حمزة رغم ذلك بقي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد خاصة وسط القبائل القوية التي عقدت سلسلة من الاجتماعات معه قبل أحداث السبت”، متوقعة أن “يثير اعتقاله غضب أنصاره، خاصة وأن من بين المعتقلين شخصيات قوية وتحظى بشعبية وتنتمي لطبقة الصفوة سواء بالانتماء إلى الاسرة المالكة أو قيادات القبائل أو رجال الأعمال الأثرياء”.